| تابع . تقسيم حياة الشيخ عبد الرزاق عفيفي | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Abdo Hammad المدير العام
العمر : 29 تاريخ التسجيل : 17/12/2012 عدد المساهمات : 197 نقاط : 44347 الموقع : https://shanshour.ahladalil.com
| موضوع: تابع . تقسيم حياة الشيخ عبد الرزاق عفيفي الإثنين أبريل 29, 2013 6:03 pm | |
| عقيدته السلفية لقد كان الشيخ عبد الرزاق – رحمه الله – من أئمة الدعوة السلفية وأعلامها في هذا العصر وكان – رحمه الله – مدافعاً عنها بيده ولسانه في جميع مراحل حياته. فهو في مصر كان رئيساً لجماعة أنصار السنة المحمدية التى أسست لنشر التوحيد الخالص ، ومحاربة القبوريين ، وأهل البدع ، فكان الشيخ عبد الرزاق- رحمه الله – كما سبق أحد المؤسسين لهذه الجماعة مع الشيخ حامد الفقى حيث كان نائباً له ، ثم رئيساً للجماعة من بعده. وما بقي من آثار الشيخ عبد الرزاق المكتوبة كلها يشهد له بصفاء عقيدته في جميع أبواب الاعتقاد ، فمن ذلك حاشيته علي تفسير الجلالينالتى نبه فيها إلي ما وقع في الكتاب من تأويلات أشعرية ، وحواشيه على التدمرية ، والحموية ، والتبوكية وهي تحت الطبع الآن يظهر منها بجلاء أن الشيخ عبد الرزاق رحمه الله كان يسير على منهج شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن القيم ، وعلي منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله ، وهو المنهج السلفي القويم الحرى بالاتباع. وقد شهد للشيخ بسلفيته كل من عرفه من علماء عصره وسوف أنقل لك بعضاً من أقوالهم في ذلك : يقول الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم : كانت عقيدة الشيخ عبد الرزاق في أسماء الله وصفاته وتوحيد العبادة عقيدة السلف الصالح فيفسر " لا إله إلا الله " بلا معبود بحق إلا الله ، وهذا التفسير هو الحق . وسفي الأسماء والصفات كان على طريقة السلف الصالح فهم يصفون الله بما وصف به نفسه ، وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل على حد قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). وكان كثيراً ما ينبهنا على دقائق ولطائف ، فمن ذلك أن أحد مدرسي التفسير أثنى على تفسير الفخر الرازى ، وكان عند أحد الكتبيين في الرياض منه نسختان ، فسارعت لشراء واحدة وقرأت فيه ثم ذهبت إلي الشيخ عبد الرزاق وأثنيت على ذلك التفسير ، وقلت له : لكنة لم أسمع مشايخنا يذكرونه أو يقرؤونه على الناس ، فقال لى بغضب : ألا تدرى لماذا : ثم قال : ألا تعرف مشايخ عقيدة سلفية ، وتفسير إذ ذاك لم أسمع لفظةة منهج ، ثم قال : مشايخك مشايخ عقيدة سلفية ، وتفسير الفخر الرازى فيه شوك لا يصلح أن يقرأ على العامة ، ولا يصلح للمبتدئين في التعليم ، فاستفدت من هذه اللفتة من الشيخ اختلاف المنهجيات وبيان المراد بها " . ويقول الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركى : لقد امتاز – رحمه الله – عن غالب زملائه وأقرانه الذين درسوا في الأزهر وفي غيره من المؤسسات العلمية ، بشدة متابعته لسلفل الأمة الصالح ، وتركيزه في آرائه وتدريسه على العقيدة الإسلامية الصافية ، المرتبطة بكتاب الله وسنة رسوله (). ولقد كان يقوم كل بحث أو رأي في ضوء الأسس والأصول الصحيحة التى ألتزمها السلف الصالح ، والأئمة الكبار حينما واجهوا الفلسفات المادية في الأصول والفروع". ويقول الشيخ عبد الله بن حافظ الحكمى : " .... ولقد كان – رحمه الله – واسع العلم بمسائل العقيدة شديد التمسك بمذهب السلف الصالح مع المعرفة التامة بالملل والنحل المختلفة وأصولها التى تصدر عنها عالماً بعوارها ومواطن دحضها. لقد كان- رحمه الله – شديد الإعجاب بشيخ الإسلام ابن تيمية كثير الرجوع إلي مؤلفاته ، وكان مما سمعته منه قوله : ( لم أر لدى المؤلفين في العصور المتأخرة جديداً بل تكرار لما ذكره من سبقهم سوى شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فإنك تجد في مؤلفاته الكثير من العلم مما لم يسبق إليه " ويقول الدكتور محمد لطفى الصباغ : وكان تغمده الله بالرحمة سلفي العقيدة ، يدعو إلي الحق على بصيرة ة، وكان رئيس جماعة أنصار السنة في الإسكندرية ، يوم أن كان في مصر ". ويقول الشيخ مناع خليل القطان : " كان منهجه السلفي سمة بارزة فيه بأسلوب شائق جذاب يدعمه الدليل والحجة ، ولا يمس أحداً بتجريح ، مما جعل استجابة الناس له عن حب وقناعة " ويقول الشيخ عبد الله العجلان : " ... وتعرفت على بعض مراجعة فى الدراسة ، وإعجابه ببعض العلماء وبعض الأئمة في بعض الأمور ، كان تلميذاً مخلصاً على مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن قيم الجوزية قرأ إنتاجهما العلمى قراءة مكررة حتى وعى ما فيها عن قناعة وتشرب فقههما ومنحاهما في الاجتهاد واستقلالهما في أخذ الأحكام من الأدلة الشرعية ، وهو يظهر الإعجاب بهما ولا يخفى على مجالسه تقديره لهذين الأمامين الجليلين ، كما لا يخفى عليه إعجابه بحركة الإصلاح والتجديد في نجد على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في الدعوة وحسن معالجته للمشكلات التى كانت تواجه دعوته ... ويظهر بجلاء احترامه وتقديره لكثير من علماء المملكة العربية السعودية ، وفي مقدمتهم الشيخان الجليلان الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ، والشيخ عبد العزيز بن باز في علمهما وعملهما وذكر لي الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدى وكان يثني عليه ثناء لعصره بحراً في علمه سديداً في توجيهه ". وليس أدل على صفاء عقيدته السلفية من أن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز كان يعهد إليه ببعض الكتب التى فيها مخالفات لمعتقد السلف طالباً منه أن ينبه على مواضع المخالفة. وإليك صورة مكاتبة بين الشيخ عبد الرزاق ، والشيخ عبد العزيز بن باز حول كتاب الاعتقاد للإمام البيهقى حيث طلب الشيخ عبد العزيز من الشيخ عبد الرزاق تقريراً حول كتاب الاعتقاد للإمام البيهقي ، فأجاب الشيخ عبد الرزاق بما نصه : سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد : فبناء علي كتاب سماحتك رقم في / / 1404 هـ الذي تطلب فيه تقريراً عن كتاب الاعتقاد للبيهقي. قرأت الكتاب فوجدته موافقاً للسلف في مواضع كثيرة ومخالفاً لهم في مواضع أخرى ، وسأجمل فيما يلي ما يؤخذ عليه مما خالف فيه السلف في العقيدة : 1. يصف الله وأسماءه بالقدم ، ويسميه بالقديم ، كما يتبين مما تحته خط في الصفحات التالية 6 ، 20 ، 22 ، 37 ، 60 ، 61 . 2. استدل على حدوث الكونيات بأنها محل للحوادث كسائر الأشعرية ، فلزمهم بذلك نفى قيام الصفات الفعلية بالله والتزموا تأويل النصوص المثبتة لصفات الأفعال بما يسمونه قديماً ، كما يتبين ذلك بالرجوع إلي ما تحته خط في ص 7. 3. تأول اسم الله – الرحمن – بالمريد لرزق كل حى في الدنيا ، واسمه – الرحيم – بالمريد لإكرام المؤمنين في الجنة ، وقال : " فيرجع معناها إلي صفة الإرادة التى هي صفة قائمة بذاته تعالى " ويعنى بالإرادة – الإرادة الكونية الأزلية ، لا الإرادة الدينية التى تعنى المحبة ، يتبين ذلك مما تحته خط من ص 15-19 ، وتأويل الإلهية بالقدرة على اختراع الأعيان. 4. ذهب في صفة الكلام إلي مذهب الكلابية ، كسائر الأشعرية ، فجعلها صفة نفسية ذاتية قديمة قائمة بذات الله تعالى ، ورد صفة الحكم المفهومة من اسم الله الحكم وقال : " وقد يكون بمعنى حكمه لواحد بالنعمة والآخر لواحد بالمحنة فيكون من صفات فعله". وقال مثل ذلك في اسم الله – الشكور – وفي تسمه العدل – يتبين ذلك مما تحته خط من ص 16.
5. فسر اسم الله – العلى – بالأعلي القاهر ، وبالذي علا وجل عن أن يلحقه صفات الخلق وقال : هذه صفة يستحقها بذاته. وتأول محبة الله عبادة بإرادته رحمتهم وبمدحهم ، وقال : فيرج معناه إلي صفة الإرادة والكلام بمعنى الإرادة الكونبه، والكلام النفسي ، وقال : وقد يكون بمعنى إنعامع عليهم فيكون من صفات الأفعال. كما تقدم بيانه يتبين ذلك مما تحته خط من ص 17-19. 6. قال في اسم الله " المتعالى " هو المنزه عن صفات الخلق ، وهذه صفة يستحقها بذاته وقد يكون العالى فوق خلقه بالقهر " أ. هـ. وهذا فرار من إثبات علو الله على خلقه بذاته ص 17-19.
7. بعد أن فسر أسماء الله الحسنى وذكر ما رآه فيها من احتمال ووجوه قال : وهذه الوجوه التى في معانيها كلها صحيح ، وربنا جل جلاله ، وتقدست أسماءه متصف بجميع ذلك ، فله الأسماء الحسنى ، والصفات العلي ، لا شيبه له في خلقه ، ولا شريك له في ملكه ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " أ. هـ . ص 21. 8. قال في ص 21 أيضاً : فلله عز أسماء وصفات ، وأسماؤه صفاته وصفاته أوصافه " أ. هـ. فجعل أسماءه صفات ، ومعلوم أن الاسم يتضمن الصفة ـ وأنها بعض مفهومه لا أنه الصفة. 9. في ص 21 –22 قسم صفات الله ، قسمين : صفات ذات وصفات أفعال ، وقسم صفات الذات قسمين : عقلياً وهو ما كان طريق إثباته أدلة العقل مع ورود السمع به ، فإذا دل وصف الواصف به على الذات فالاسم عين المسمي مثل شيء ذات ، موجود ، جليل ، عزيز ، عظيم ، متكبر ، وإن دل وصف الواصف به على صفات زائدة على ذاته قائمة به مثل حي ، عليم ، قادر ، سميع ، بصير ، متكلم ، فالاسم في هذا لا يقال : إنه هو المسمي ولا أنه غير المسمى. وأما السمعى فما كان طريق إثباته السمع فقط كالوجه ، واليدين ، والعين ، وهذه أيضاً صفات قائمة بذاته ، لا يقال فيها : إنها هي المسمى ولا غير المسمى ، ولا يجوز تكييفها ، فالوجه صفة وليست بصورة ، واليدان له صفتان ، وليستا الجارحتين ، والعين له صفة وليست بحدقة ... إلي آخر ما ذكره في ص 22. ولا يخفي ما في هذا من المخالفة للسلف من أهل السنة والجماعة ، إذ فيه نفى تفصيلى ، والسلف على خلافه ، وإنما يمنعون الخوض في الكيف ويقولون :إنه مجهول أو غير معلوم ، فيفوضون علمه إلي الله تعالى ، كما يمنعون عموماً الخوض فيما لم يخوضوا فيه نفياً وإثباتاً.
10. قال في صفات المعانى السبعة القدرة والإرادة ، والعلم ، والحياة ، والسمع ، والبصر ، والكلام : إنها زائدة على الذات قائمات بها ، ليرد على المعتزلة ، وقال : إنما قال النبي () : " أعوذ بكلمات الله التامة " على طريق التعظيم . ا . هـ يعنى أن الجمع للتعظيم لا لكون كلامه تعالى متعدد بل هو شيء واحد هو الكلام النفسي الأزلى ، يتبين ذلك ما تحته خط في ص 25 حتى ص 29 ، وفي ص 32 حتى ص 37. 11. ذكر في الاستواء طريقتين : طريقة التفويض ، وطريقة حملة على وجه يصح استعماله في اللغة ، وأتبع ذلك نفياً تفصيلياً للكيفية في الاستواء وفي النزول وفي المجيء والإتيان .. ألخ ص 44 ، وأحال في ذلك على كتابة – الأسماء والصفات. 12. أحسن في إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة بالإبصار ، وفي إقامة الأدلة على ذلك ، وفي رده على منكرى رؤيته تعالى ، ولكنه يري أن الله عز وجل لا يري في جهة ، بل يراه الراءون في جهاتهم كلها ، لأنه يتعالى عن جهة ص 51. 13. قال في أفعال العباد : إنها كسب لهم على معنى تعلق قدرتهم بمباشرتهم التى هي إكسابهم ، ووقوع هذه الأفعال أو بعضها على وجوه تخالف قصد مكتسبها يدل على موقع أوقعها كما أراد غير مكتسبها والله ربنا خلقنا وخلق أفعالنا .. الخ ص 60 ، 61. وهذا إلي القول بالجبر أقرب منه إلي القول بإثبات الاختيار للعبد في أفعاله. 14. وفسر ما جاء في الحديث من أن " قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن " بأن المراد به كونه القلب تحت قدرة الرحمن . 15. أخطأ في تفسير آيات في اللامشيئة ص 71. 16. ذكر كثيراً من الأحاديث ولم يبين درجتها من الصحة ، والضعف والمقام مقام الاستدلال في العقيدة ، والجملة فالكتاب نافع ، وفيه خير كثير ، ويمكن التعليق عليه في مواضع الخطأ ، أو التنبيه على ذلك في مقدمة له ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. كتبه عبد الرزاق عفيفي
عدل سابقا من قبل Abdo Hammad في الخميس مايو 02, 2013 1:17 pm عدل 5 مرات | |
|
| |
Abdo Hammad المدير العام
العمر : 29 تاريخ التسجيل : 17/12/2012 عدد المساهمات : 197 نقاط : 44347 الموقع : https://shanshour.ahladalil.com
| موضوع: رد: تابع . تقسيم حياة الشيخ عبد الرزاق عفيفي الإثنين أبريل 29, 2013 6:03 pm | |
| حكمته في الدعوة إلي الله ومنهجه في التعليم لقد كان الشيخ عبد الرزاق – رحمة الله – حكيماً في دعوته إلي الله تعالى ، وفي تعليم الناس ممتثلاً قوله سبحانه وتعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) فكان يترفق بالجاهل ويتواضع للمتعلم ويلتمس أفضل السبل لتوصيل دعوته ، وقد أثابه الله تعالى على حسن صنيعه فكان لدعوته أبلغ الأثر ولتعليمه أكبر النفع ، ولا غرابة حينئذ أن يشهد له طلابه بأنهم لم يروا في معلميهم أحسن منه تعليماً. وقد ذكر شيخنا عبد الله بن قعود – حفظه الله – أنه كان أحد ثمانية طلاب هم الدفعة الأولى بالمعهد العالي للقضاء أول افتتاحه حيث كان الشيخ عبد الرزاق مدير المعهد وكان الشيخ محمد الأمين الشنقيطى مدرساً فيه ، وهؤلاء الطلاب هم الآن من أعمدة هيئة كبار العلماء. فيذكر الشيخ ابن قعود أنه بالرغم من سعة علم شيخهم الشيخ محمد الأمين الشنقيطى رحمه الله ، فإن معظم استفادتهم وتكوينهم العلمي كان على يد الشيخ عبد الرزاق بسبب أن الشيخ محمد الأمين كان كثير الاستطراد فيخرج كثيراًَ عن موضوع الدرس إلي أبحاث لغوية ، أو أصولية ، أو غيرها مما يقطع تسلسل المعلومات ، بخلاف الشيخ عبد الرزاق الذي كان يلخص لهم موضوع الدرس في نقاط مرتبه مسلسلة فلا ينتهي الدرس إلا وقد حفظه الطلاب أو كادوا – رحمة الله على الجميع – ويذكر الشيخ ابن قعود حفظه الله أيضاً أنه في بعض الأحيان كان يتغيب بعض المدرسين فيدخل الشيخ عبد الرزاق ويسألهم ما درسكم اليوم : فيقولون : درس كذا في أي علم من العلوم ، فيشرحه الشيخ عبد الرزاق بدون إعداد شرحاً أفضل من شرح المدرس الأصلي. وقد سمعت الشيخ عبد الرزاق رحمه الله وقد سأله سائل : بماذا تنصح لطلبة العلم والدعاة ؟ فأجاب قائلاً : " الدعاة يدعون إلي ما تعلموا ، ويبدؤون بالتدريج بالأهم فالأهم ، فالعقيدة قبل الفروع كما فعل الرسل وينتهز الفرص ، كذلك طلبة العلم كما يبدؤون غيرهم بالدعوة إلي التوحيد ، ويبدؤون بتعلم التوحيد قبل الفروع. والرسل لم يتعرضوا للفروع في أول الأمر إلا الفروع الشديدة التى تتفشي فيها المخالفة ، فشعيب عليه السلام حذر من نقصان الكيل ، ولوط عليه السلام حذر من الفاحشة ، وهذان الأمران يتصلان بالأخلاق والأخلاق قرينة التوحيد. وفي الفروع يتدرج ، فالربا لم ينزل تشريعه إلا في آخر التشريع ، وشرب الخمر كان تركه صعباً فتأخرت الدعوة إلي تحريمه. وفي الدعوة للعقيدة تدرج فالرسول () لم ينه الصحابة عن الحلف بغير الله إلا مؤخراً إلا من باب الوسائل ، وفي هذه الحالة إذا أري منكراً لم يأت الوقت لبيان حكمه يسكت ولكن لا يدعو إلي المنكر " أ. هـ. وقد حدثني الشيخ عبد الرزاق رحمه الله أنه كان يخطب في مسجد أنصار السنة في مصر أيام الملك فاروق عن قصة موسى عليه السلام ، و يحض من خلالها على اتباع داعية الحق ، ويلمح تلميحات يفهمها الحاضرون ، وفي نفس الوقت لا يمكن أن تؤخذ عليه ، وقد ذكر جماعة من تلاميذ الشيخ مواقف روأها منه تتجلي فيها حكمته في الدعوة.
فمن ذلك : ما سبق نقله في الفصل الأول عن سيرته بمصر في المرحلة الرابعة بالإسكندرية. ارجع إليها ففيها أمثلة عظيمة في الدعوة والتعليم. وإليك بعض ما كتب في ذلك : يقول الدكتور – محمد لطفى الصباغ : وقد حدثني رحمه الله أراد أن يحذر إخوانه في مصر من دجل الدجالين من القصاص والوعاظ الذين يأتون في دروسهم بالأقاصيص الممتعة التى تشد السامعين ، وتمتعهم وتستحوذ علي إعجابهم ولا أصل لها ، والعامة هذا شأنهم في أغلب البلاد ، فألقي عليهم درساً ملأه بمثل تلك الأقاصيص الغربية فأعجبوا بالدرس واستمتعوا فلما رأي ذلك بادياً على وجوههم سألهم : ما رأيكم ؟ أهذا الدرس أحسن أم الدروس السابقة ؟ قالوا : بل هذا. إنه درس جميل ممتع. فقال لهم : هذا غير صحيح . وما كنا عليه في دروسنا السابقة هو الصواب. فأفهمهم بهذه الطريقة العلمية أنه ليس عاجزاً عن أن يأتي في دروسه بما يستحوذ على إعجابهم ، ولكن الحق هو الذي ينبغي أن يكون رائد الموجه والعالم. إن العالم ينبغي أن يكون مربياً مرشداً يقول الحق ، ولا يخشي في الله لومه لائم ، لا يدري ولا يتكلف التأويل ليسوغ للناس ما يحبون من الخرافات والأباطيل. وقد ابتلي المسلمون من زمن بعيد بالقصاص الذين يملؤون مواعظهم بالأحاديث الموضوعة والواهية ، ويأتون بالقصص الغربية ولوكانت باطلة ليجعلوا الناس يقبلون عليهم فكان الشيخ رحمه الله يحذر الناس من الوقوع في أحابيلهم. وكان حكيماً في تصرفاته يفرض احترامه على الآخرين مهما كان رأيهم فيه ، فما كان يقدم على تصرف يعرضه إلي الحرج أو الانتقاد. وكان بعيداً عن المرء والجدل الذي لا طائل من ورائه ، ولا يخوض في الموضوعات التى لها حساسية ويتركها للآخرين. وكانت له آراء خاصة في بعض المسائل العلمية لا يذكرها إلا للخاصة من أصحابه ، ولا يسؤوه أن يكون هناك من يخالفه فيها ، وإذا ذكرت الآراء المخالفة له أمامه لا ينفعل ولا يتشنج لأنها تخالفه يل يقول : لكل رأيه ، وهذا خلق عظيم ما أحوج العلماء إليه. لماذا نمنع أن يكون للعالم المؤهل الاجتهاد والنظر آراء تخالفنا ؟ إن الحق ليس مقصوراً على مذهب معين ، ولا يحتكر ناس معنيون ، وقد يدرك المتأخر أمراً لم ينتبه إليه المتقدم. ويقول الشيخ يوسف المطلق : وكان يحذر من البدع ودعوته دائماً ترى وفيها الحكمة والموعظة الحسنة ، وإذا رأي أحداً متلبساً بمنكر في لباسه أو هيئته قام بنصح عام بالتلميح ، وضرب المثل حتى لا يدرك الحاضرون أنه يعني شخصاً بعينه ، بينما المقصود بالنصيحة يدركها ويخرج شاكراً مستفيداً. وعرف الشيخ بالحياء والصمت إلا فير حقه وكان طلابه يهابونه حياء ويقدرونه في أنفسهم. ويقول الشيخ صفوتن نور الدين – رئيس جماعة أنصار السنة بمصر :- ولقد كان الشيخ – يرحمه الله – مثالاً يحتذي في الفتاوى دقة والتزاماً ، فقد جالسته سائلاً مستفتياً كثيراً في مواسم الحج لأعوام متعددة ، فكان يختار من الألفاظ المعبرة ، ثم يبين التغير في المعنى إذا اختير غير هذا اللفظ ، ولقد كان بالغ العناية باحترام أقوال إخوانه العلماء ، فإذ أصدرت الفتوة في مسألة ، وله رأي مخالف ، وسأله أحد عن هذه الفتوىم أفتى بقول جماعة العلماء ، ولو لم يكن هو رأيه ، بل وجدته يحبس رأيه عن المستفتين إذا وجد أن هذا الرأي قد يحدث وبينهم شقاقاً ، ولا يبرزه إلا لطلبة العلم الذين يعرفون الأدب عند الاختلاف وتوقير العلماء ، وذلك هو شأن السلف الصالح ، كقول على بن أبي طالب رضي الله عنه : " حدثوا الناس بما يعرفونه أتحبون أن يكذب الله ورسوله". ويقول أبو عيد الرحمن بن عقيل الظاهرى : وكان رحمه الله منصفاًفي جدله العلمى يفرق بين صحة الدعوى ذاتها أو فسادها وبين صحة أو فساد البرهان المستدل به على الدعوى ، ويري أن فساد حجة ما لا يعنى فساد المدعى ، ولهذا تراه يناقشك في أدلتك أو اعتراضاتك ، ثم يهلهلها مع أنه يوافقك في المدعى. وتكوينه العلمى يعلم طلابه الحرية الفكري. ولهذا فهو يري النقاش في الدرس والأطروحات وسيلة للاستقلال الفكرى بأن يكون الطالب قادراً على الاحتجاج والاعتراض .. أما صحة المذهب في ذاته فأمر مرود لاجتهاد طالب العلم خارج أسوار خارج أسوار المعهد وفق ما لديه من حصيلة علمية وفطرية فكرية ونزاهة خلقية. ويول الشيخ يوسف الأطرم : أما منهجيته فتمتاز بوضوح الكلام وقلته وتكييف المادة بحيث تصل إلي الأذهان من أول وهلة ، بديع في تفكيك عبارة المؤلفين باختلاف المواد وإذا استغربنا ما سمعناه من المعانى التى لا ندركها بمجرد قراءة الكتاب وسألناه من أين هذا ؟ قال : هذا من كتابكم لم آت بغريب. وكانت دراسته في الفقه لي مذهب مالك ويدرسنا في المقنع على مذهب احمد بكل سهولة ، وكان للخلاف في الفقه عندنا روعة واستعظام حتى سألناه من أين تأتي الكلام ؟ فقال : ما قرأت غير كتابكم الذي بين أيديكم وهو المقنع. ثم أخذ يشرح لنا فقال : التدريس فهم الكتاب ، وأهدافه ، ومنهجيته ، واصول مذهبه. وضرب لنا مثلاً في القصاص من السكران عند قول المؤلف : " وفي القصاص من السكران روايتان إذا تعمد السكر ، فعند من قال فيه القصاص لاحظ أنه تعمد إزالة عقله ، ومن قال : إنه ليس فيه قصاص ؛ الحقه بمن زال عقله بعذر ومن هنا نشأ الخلاف " ، ثم قال رحمه الله : هكذا كل خلاف يكون له مأخذان من الأدلة ، والتنفيذ يكون حسب ما مشت عليه دراسة الفقيه في البلد من المذاهب الفقهية
عدل سابقا من قبل Abdo Hammad في الخميس مايو 02, 2013 1:20 pm عدل 2 مرات | |
|
| |
Abdo Hammad المدير العام
العمر : 29 تاريخ التسجيل : 17/12/2012 عدد المساهمات : 197 نقاط : 44347 الموقع : https://shanshour.ahladalil.com
| موضوع: رد: تابع . تقسيم حياة الشيخ عبد الرزاق عفيفي الإثنين أبريل 29, 2013 6:04 pm | |
| إدراك الشيخ لواقعه وما فيه من مذاهب واتجاهات لقد كان الشيخ رحمه الله مدركاً لما يموج به عصره من آراء واتجاهات بما يمكنه من الحكم الدقيق عليها ، وله أسوة في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي كان يعرف من تفاصيل مذاهب خصومه من فلاسفة ، ومتصوفة ، ورافضة وغيرهم أكثر مما يعرفونه هم عن مذاهبهم كما يتضح هذا بجلاء لمن قرأ في كتبه. فمن ذلك أني سألته عن رأيه في جماعة الإخوان المسلمين ورأيه في اتهام بعض قادتهم بأنهم كانوا من الماسونية فأجاب : التشكيك في شخصية البنا والهضيبي غلط ، فهذا ظن سوء ليس له أساس فهما ضد الماسونية ، والعيب الموجود في الإخوان أنهم لا يمسون تفاصيل الدين ، فكل حديثهم عن جمال الإسلام وسماحته ، وهدفهم تجميع الناس على الإسلام لا على الماسونية ، ولا يتصور أنهم يمهدون لتوجيه الحركة الإسلامية لأن حسن البنا رحمه الله مات فهل كان يهدف إلي التوجيه بعد مماته ؟ والإخوان هم الذين حاربوا اليهود تطوعاً. وسألته أيضاً عن رأيه في منهج الدكتور عمر عبد الرحمن فأجاب : منهجه ليس بسليم من ناحية الجرأة أكبر من القوة التى أعدها ، وضررهم أكبر من نفعهم ، وقد ذكر الله قاعدة ( وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ) فعليهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان ، ولا يجوز لهم تغيير منكرات يترتب عليها منكر أشد ، الرسول () لم لم يقم الجهاد في مكة وأخره حتى ذهب إلي المدينة ؟ لماذا عاهد جماعة من الأنصار في مكة على أن يحموه ، وهاجر إليهم بناء على هذا العهد ؟ هذا كله تمهيد لكسب القوة في التطبيق ، وهاجر ليمنع الإثارة –حوله ، وليهدأ الجو حتى تتاح الفرصة للجهاد بالسيف ، فنظام الإسلام أن الدعوة بالتدريج ، والحالة في مصر الآن أردى من العهد المكى فالتبرج والسفور بالصور الحالية في مصر ، لم يكن في مكة قبل الهجرة ، وكانت دعوة الرسول () في مكة باللسان لم يستعمل يده حتى خرج من مكة فالدعوة الآن في مصر يجب أن تكون باللسان. 1. يقول الشيخ محمد لطفى والصباغ : لقد كان الشيخ رحمه الله يعيش عصره ، ويدرك بعمق شراسة الغزو الفكرى والاستعماري للمسلمين ، ويعرف التيارات الفكرية ، والسياسية التى تسود العالم وتغزو بلاد المسلمين يعرفها تمام المعرفة ، وهذه صفة لم تكن موجودة في كثير من علماء عصره. وكان بعيد النظر ، عميق الفكر ، له جولات نقدية موجزة يدركها الواعى من جلسائه ، ولا يذكر في مجلسه أحد بسوء. وكانت معرفته بالرجال المعاصرين من الأعلام معرفة دقيقة ، وكان حكمه عليهم حكماً سديداً. يعرف أوضاعهم الاجتماعية وعادات بيئاتهم ومدى وتأثرهم بذلك كله.
2. ويقول الدكتور حبيب بن مصطفي زين العابدين – وكيل وزارة الأشغال العامة بالمملكة. أكتب اليوم عن بعض جوانب حياة الشيخ عبد الرزاق عفيفي التى عرفتها كتلميذ له ، واكتشفتها من خلال لقاءات علمية عديدة جمعتنى به ، لقد كان – يرحمه الله – رحب الصدر ، عميق الفكر ، واسع المدارك ، عالماً بعصره وما يدور فيه ، ولهذا كانت فتاواه وإجاباته عن أسئلة تلامذته أقرب للواقع والعصر الذي نعيشه ، وكان يستشيره عدد من كبار علمائنا الأفاضل ويأخذون برأيه في المسائل المختلفة وخاصة تلك التى تمس التجارب والخبرات ، والمسائل التى تتعلق بما ظهر في عصرنا ، وعالمنا من أمور حديثه. وفي جلسة حوار دارت حول تطبيق النظام الاقتصادي الإسلامي بينه وبين عدد من خبراء الاقتصاد الذين ينشدون السعي لتطوير النظام الاقتصادى الإسلامي ، سئل الشيخ عبد الرزاق عفيفي عن إمكانات عديدة تسمح بالتدرج في تطبيق النظام الاقتصادي الإسلامي وعدم التشديد والتضييق أول الأمر. فأجاب – يرحمه الله – بقوله :- يجب ألا نكتفي بالأسئلة النظرية التى ليس لها أي مردود علمى.وأردف قائلاً : لقد درسنا كثيراً من الأمور النظرية ، بل قدمنا فيها الفتوى المناسبة بهدف أن نجد التطبيق العلمى لها ، وإذا بها تتعثر لعدم وجود الدعم الكافى لها ، أو أن الكثير تخطاها بفتاوى تجاوزت الحدود الإسلامية المقبولة.
عدل سابقا من قبل Abdo Hammad في الخميس مايو 02, 2013 1:21 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
Abdo Hammad المدير العام
العمر : 29 تاريخ التسجيل : 17/12/2012 عدد المساهمات : 197 نقاط : 44347 الموقع : https://shanshour.ahladalil.com
| موضوع: رد: تابع . تقسيم حياة الشيخ عبد الرزاق عفيفي الإثنين أبريل 29, 2013 6:05 pm | |
| عبادته يقول الشيخ محمد لطفى الصباغ : وكان يحج كل عام منذ أن هاجر إلي المملكة. ويدرس في الحرم ويفتى الناس في شؤون دينهم ولا سيما في أمر المناسك. وله اقتراحات نافعة أخذ ببعضها بالنسبة إلي الضحايا الهدى. وقد حججت معه مرات ، وأشهد أنه كان في المواقف ولا سيما في عرفات كثير التصرع ، يدعو ربه ويجتهد في الدعاء والدموع تنهمر على لحيته يسأل الله المغفرة والرضوان وإصلاح أحوال المسلمين ويطيل في ذلك.وقد حج في هذا الموسم الأخير على الرغم من ضعفه بسبب الشيخوخة وإصابته ببعض الأمراض. ويقول الشيخ يوسف المطلق : وبلغنى من عبادته أنه كان اشد الناس محافظة على السنة والعمل بها. قلت : ومن ذلك محافظته رحمه الله على صلاة الجماعة في المسجد حتى وهو في أصعب الظروف الصحية ، وقد رأيته رحمه الله وهو يذهب إلي المسجد متكئاً على العصا والجدار تارة ، ومتكئاً على كتف ابنه تارة ، ثم رأيته وهو يذهب إلي المسجد مدفوعاً على العربة بعد أن عجز عن المشي في آخر عمره ، وكان رحمه الله مبكراً إلي المسجد محافظاً على السنن القبلية والبعدية. وقد كان رحمة الله محافظاً على الهدى النبوى الظاهر من إعفاء لحيته البيضاء الكثة وتقصير ثوبه فوق الكعبين. وكان من عاداته رحمه الله التداوى بالحبه السوداء لما ثبت فيها من الحديث.
كرمه وجوده من مكارم الأخلاق التى كان يتحلى بها الشيخ رحمه الله خلق الكرم والجود متمثلاً قوله () : " إن الله كريم يحب الكرماء جواد يحب الجودة ". وقد شهد له بذلك كل من عرفه. 1. فمن مظاهر كرمه أثناء إقامته بمدينة شبين الكوم ما ذكره الشيخ مناع خليل القطان حيث يقول : استأجر بيتاً لسكناه ( وهو عزب ) فأسكن معه طلاب بلدتهى " شنشور – منوفية " ثم تزوج وسكن في بيت مستقل ، ولكنه كان يدعو طلابه إلي بيته. ويرعاهم كما يرعى الأب أبناءه.
2. ويقول الدكتور محمد لطفى الصباغ : كان مما يمتاز بع سعة صدره ، وبعد نظره ، وزهده في الدنيا ومتاعها ، وحبه الخير للناس جميعاً، وبذله جاهه في مساعدة الآخرين. وكان كريماً كرماًن أصلياً لا يتكلف يريد المباهاة والمفاخرة ، بل يقدم ما تيسر وما كان أعده لنفسه ، وكان بذلك قادراً على أن يقيم في كل يوم وليمة ، وكان إذا علم بمجيء عالم يعرفه دعاه إلي الطعام ، وقد حضرت كثيراً من هذه الولائم ، وبيته مفتوح كل ليلة للزائرين ، وطلاب العلم ، والمستفتين ، والذين يبغون الشفاعة في أمر من أمورهم. 3. ويقول الشيخ عبد الله بن جبرين : كما أنه يكرم من زاره ويقدم ما حضر بدون تكلف ، ويجود بما يقدر عليه دون أن يمن بما أعطاه ، أو يرد من سأله وهكذا دأبه مع العلماء ، وطلبة العلم ، والأصحاب والزملاء الأقدمين فهو جواد كريم بما إعتاده ، ومجيب لمن دعاه بدون تكلف أو تشدد. ومن مظاهر كرمه العظيمة أثناء تدريسه بالمعهد العالى للقضاء ما ذكره الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهرى حيث يقول : ومع أنه اكتفي برويتبه وبقى في فليلة بحارة شعبية لا تليق بأصغر تلامذته ، فإنه لم يدخر من هذا الرويتب شيئاً ، فقد كان يوزعه على أسر فقيرة في مصر ، وكان له صدقات في رمضان سخية على بعض المستحقين بالمملكة. وعندما كنت بالمعهد العالى للقضاء كان هناك مكافآت للطلاب المغتربين تتأخر عليهم فكان يقرضهم ، وكان يتنازل عن حقه لدى هذا ويأخذ بعض حقه من ذلك.
4. ومن أبرز مظاهر جوده أنه كان يمتلك داراً بمكة المكرمة فوقفها على دار الحديث الخيرية لتكون له صدقة جارية وفي هذا يقول منسوبو دار الحديث الخيرية في كلمتهم التى نشرت بصحيفة الندوة عدد 10883 بتاريخ 13/4/1415 هـ : ولقد كان رحمه الله حدباً على دار الحديث الخيرية ومنسوبيها ، عطوفاً عليهم ، قوى الصلة بهم ، ولا أدل على ذلك من أنه أوقف داره بمكة المكرمة على هذه الدار ، مما يترجم عن عظيم حبه وتقديره لهذه الدار المباركة. تواضعه ومن مكارم أخلاقه التواضع عملاً بقوله () : " من تواضع لله رفعه ". وقوله () : " يحشر المتكبرون يوم القيامة كأمثال الذر يطؤهم الناس بأقدامهم". يقول الشيخ عبد الله بن حافظ الحكمى : وكان – رحمه الله – في أخلاقه محل القدوة والأسوة ، شديد التواضع تغلب عليه البساطة في مجلسه إذا ارتاح لمحدثه استرسل في ذكر بعض الأحداث والمواقف ونزل معه على قدره صغيراً كان في سنة أو منزلته ، ولذا كان – رحمه الله – محبوباً من كل من يعرفه ممن عمل معه أو تتلمذ عليه ، محل الإجلال من الجميع والتقدير. 1. ويقول الشيخ محمد لطفى الصباغ : وعلى الرغم من تلمذتى عليه ما كان يعاملنى إلا على أنى زميل له تواضعاً منه وكرماً ، أحسن الله إليه وجزاه عنا الخير. وكان يعرف للناس أقدراهم ولا سيما إن كانوا غرباء ، وكان متواضعاً يكرم الصبيان والفتيان ، ولا يدعوهم إلا بألقاب التكريم ، ويتودد إليهم. وقد رأيته يوم أن جاء الشيخ حسن حنبكة أحد كبار علماء بلاد الشام لزيارة مفتى المملكة الشيخ محمد بن إبراهيم رأيته في قمة التواضع ، إذ كان يؤثر الكثير على الجلوس في المقاعد المتقدمة مع أنه أجدر منهم بهذا التقديم. 2. ويقول الشيخ مناع القطان : أضفي عليه تواضعه حلة من زيادة التقدير والاحترام لدى كل من عرفه. ـــــــ
عدل سابقا من قبل Abdo Hammad في الخميس مايو 02, 2013 1:21 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
Abdo Hammad المدير العام
العمر : 29 تاريخ التسجيل : 17/12/2012 عدد المساهمات : 197 نقاط : 44347 الموقع : https://shanshour.ahladalil.com
| موضوع: رد: تابع . تقسيم حياة الشيخ عبد الرزاق عفيفي الإثنين أبريل 29, 2013 6:05 pm | |
| حلمه وسعة صدره ومن مكارم أخلاقه الحلم وسعة الصدر والحلم خلق يحبه الله تعالى كما جاء في قوله () ( لأشج عبد القيس ) : " إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة ". 1. يقول الشيخ عبد الله بن جبرين : أما أخلاقه فقد عرف منه لين الجانب ، وطلاقة الوجه ، وحسن الملاطفة فهو أمام الزوار ، والتلاميذ ، والزملاء دائماً يظهر الفرح والسرور ، والانبساط في الكلام والإجابة على الأسئلة بدون غضب أو ملل أو تبرم أو رد شديد للسائل. فجليسه يلقي منه كل المؤانسة والتبسم بحيث لا يمل جليسه ولا يزال يتلقي عنه أنواعاً من الفوائد واللطائف وغرائب المسائل. 2. ويقول الدكتور محمد لطفى الصباغ : وكان يتصف بسعة الصدر وحسن المناقشة والحلم وإلانة لقول لمن يسأله ويناقشه، فقد ذكر لى الشيخ ناصر الدين الألباني أنه في أولم قدمة جاء فيها المملكة من بضع وأربعين سنة قابل عدداً من المشايخ وذاكرهم في مسألة قررها شيخ الإسلام ابن تيميه وهي مشكلة في نظره ، وقد أنكرها ، فاشتدوا عليه إلا واحداً وكان هو الشيخ عبد الرزاق عفيفي الذي تلطف به وناقشه في الموضوع ، وكان الشيخ الألباني يذكر هذه القصة مشيداً بالصفات الكريمة التى تميز بها الشيخ رحمه الله.
3. ويقول الشيخ يوسف المطلق : وكان يخصص ووقته بين إجابة السائل شخصياً ، أو تحريراً ، وما كان يسأم من السائلين بل كان يبذل جهداً حتى يفهم سائله.
4. ويقول الدكتور حبيب مصطفى زين العابدين – وكيل وزارة الأشغال :- وذهبت مرة استفتي أحد كبار العلماء الأفاضل في مسألة خاصة ، واستدعت الفتوى أن أراجع هذا العالم الفاضل واستوضح بعض جوانب فتواه ، ولم يزد ذلك على سؤالين أو ثلاثة ، وبهت عندما هب هذا العالم واقفاً وأقفل الحديث وخرج من المجلس ، ذهبت بعدها مباشرة إلي الشيخ عبد الرزاق عفيفي وهو مريض على فراشه في غرفه نومه فأحسن استقبالي وأحضر لى الشاي وحاورته في مسألتى حتى اتضحت لى الأمور ، وغادرت بيته معجباً بعلمه ورحابة صدره وصبره ، وتمثلتم فيه العالم القدوة ، ودعوت الله له دعوات حارة صادرة من أعماق قلبي .. ويكفي الشيخ فضلاً أن يذكر عنه وزير الأوقاف والشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة ، ومدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً أنه ما من طالب درس بالجامعة ، أو أستاذ عمل بها إلا ويعد من تلامذة الشيخ. الفصل الثاني عشر رحمته بطلابه ونصحه لهم كان الشيخ رحمه الله رحيماً بطلابه مشفقاً عليهم يسعى في مصالحهم ويريد الخير لهم عملاً بقوله () : " الراحمون يرحمهم الله. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". وطالب العلم هو وصية رسول الله () فلذا صار دأب العلماء المخلصين العاملين الاحتفاء بطلابهم والحرص على إفادتهم وتعليمهم مستحضرين قوله تعالى ( كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ). 1. يقول الشيخ مناع القطان : كان يزن طلابه بميزان دقيق في الجوانب المتعددة ، ولا يخفي حبه لمن يتوسم فيهم الخير . فيعاملهم – وهم بمنزلة أبنائه – معاملة الأخ الأكبر لإخوانه الصغار.
2. ويقول الشيخ صالح السدلان : ولا تكاد تجلس معه قليلاً من الوقت إلا وتخرج بفائدة علمية ، أو أدبية ، أو خلقية .. وأعرفه لا يحب الكلام في أحد كما تميز رحمة الله بوضوح العبارة ، ولم أر مدرساً مثله في إيصال المعلومات وقلة الحشو .. ولم يكن يدرس مادة إلا وأكملها وكان رحمه الله من المفيدين في التدريس وغير المخوفين في الامتحانات.. وكان ينصف الطلاب على مستوى الدرجات العلمية ومن شدة دقته في التصحيح لم يكن يساوى بين طالبين بدرجة واحدة ، وكان يتميز بالثقة وقوة الإرادة. 3. ويقول الشيخ صالح الأطرم : وقد اشتهر الشيخ عبد الرزاق بحبه للنفع وبذله للنصح ، فهو المستشار الناصح لكل من استشاره من مسؤول أو من سائر الأفراد ، وكان ثاقب النظر عارفاً بطلابه واتجاهاتهم ، من يصلح للقضاء أو للتدريس في حقول التعليم أو في الوظائف الإدارية ، وكان حريصاً على تأهيل من يتولون المسؤوليات من قضاء وتدريس وأعمال إدارية. ومما أستحضره من نصحه لما اقترح اختبار نصف العام جاءت مشكلة المكفوفين فحل المشكلة بأن يختبروا شفوياً فكأن المكفوفين لم يرغبوا ، فما زاد على كلمة واحدة وهي قوله : إنه أرفق بكم ، فليس كل واحد سيجد كاتباً وبعد خروج النتيجة حصل الرضا فأدرك المكفوفين نصح الشيخ. ومن نصحه لى شخصياً لما درست السنة الأولى في المعهد العالى للقضاء لم أدخل الاختبار فغلظ على اللوم فاعتذرت بعدم المذاكرة ، فقال لى : ادخل الاختبار وأجب بم اعندك ، فلم أفعل ، ولما بدأت الدراسة في العام الثاني بالمعهد العالي وللقضاء أعاد على النصح بمواصلة الدراسة فأبديت الرغبة واستشرت الشيخ عبد الرزاق عمن اذاكر معه ، وذكرت له شخصياً ، فقال : اعزم على مواصلة الدراسة ، وأنا أعرف من يناسبك وتناسبه في المذاØјɠ، فحقق ما قال غفر الله له وجزاه الله عنى والإسلام والمسلمين خيراً ، وكان نصحه مع كل واحد ولكنى ذكرت نموذجاً مما يتصل بي. 4. ويقول الشيخ حسن محمد إسماعيل أحد تلامذة في المعهد الأزهرى بالإسكندرية 1361 هـ. وأمسكت بالقلم للكتابة وفكرت من أين أبدأ ، ورأيت أن من الواجب أن أكتب من أول يوم تقابلت فيه مع الشيخ عندما ذهبت إلي المعهد لتقديم أوراقي وإذا بفضيلة الشيخ يقدم لنا أسئلة شفوية لاختبار قدراتنا فأثنى على بعضنا ، وقال للمسئول خذ منهم فوراً ولا داعى لأن يعودوا غداً لأن الوقت كان قد انتهي ، فشكرنا له حسن صنيعه وكيف أنه عاملنا هذه المعاملة الطيبة. 5. ويقول الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهرى حاكياً بعض ذكرياته عندما كان طالباً بالمعهد العالى للقضاء ، والذي كان الشيخ عبد الرزاق مديراً له ، ومدرساً به : وقد زاملت في المعهد من هو في دور مشايخي ، وما دام التغابن في العلم من باب التنافس المحمود فما غبنني إلا جبهات وكتل من العقل البشري جاءت إلي المعهد بعدي وتخرجت قبلي بسنين ، ومنهم من كان أول ممتازاً منذ بدأ إلي انتهي مثل أصحاب المعالى الداكاترة : عبد الله التركي ، وحمود الفايز ، وعبد العزيز الربيعة. جئت إلى المعهد وكان الشيخ عبد الرزاق يكن لى ذكريات حي – وإعجاب كما يفرح الأب بابنه النجيب، إلا أنه وجدنى على غير عهده ، إذ وجدك شيئاً من الأناقة في الملبس والمظهر مع توسع الأدباء والظرفاء فلم يغسل يده منى لأنه يحس عندى عناصر من التأصيل الشرعي ، ولم يفرح بي كماك يفرح بنجباء تلامذته الذين لا يزالون على سمتهم. وقد فضحتني الصحافة أو فضحت نفسي بها بشيء من الترطيب الفنى حيث إنني لم أبال بمشايخى في مقدمتى لكتيبي نظرات لاهية ، وكان إذا رآني وأحس بأن الساحة خلخية من سامع رمى كليمة من مثل قوله : " يا أبا عبد الرحمنت لا يسقط الزنبيل ". كأنه يريد أننا نريد رفعتك ، وأنت تأبي إلا أن تتدلى. وعندما كنت طالباً في المعهد كنت أحمل شيئاً من الصلف الأبي والصحفى أمام جهابذة العلم ، وأحضر فصول الدراسة للاعتداد بنفسي أكثر من الاستفادة من مشايخي. وقد نغصت على مشايخ لي من أمثال البجيرى ،والدسوقي ‘لا أن الشيخ عبد الرزاق لم يترك مجالاً لفضولى مثلي لأنه يأسرني فكراً ، ووجداناً ، ولغة إذا تحدث فأصغى للدرس وأستفيد على الرغم منى. ومن سخافاتي انني أحضر للآية التى سيفسرها من أكثر من تفسير لاستدرك عليه شيئاً فاته فإذا شرع بدرسه تبخر كل شيء في جعبتى ، لأنه يتناول الموضوع تناول الخاصة من العلماء الذين جمعوا بين الحفظ والذكر فكانت مادته دسمة ، وكان قديراً على التوصيل لأنه كان جذاباً ومغرياً ، وما سمعت منه قط كلمة مؤذية ولكنه كان يفرض هيبته.وكان احترام الطلاب له تلقائياً وبشكل عجيب. وانتهت من المعهد بدرجة مقبول ، وكانت هذه الدرجة إنقاذاً منه لى وقد صرح أمام لجنة المناقشة أن انتشالي تقديراً لي وليس لبحثي إذن لم أنل من الشيخ عبد الرزاق شهادة علمية ، وإنما فوت منه بمنهج تربوى تعليمى كرم ، فعندما تأزمت لشيخي البجيرى رحمه الله ، وتولى الإشراف على فترة قليلة ريثما أعادنى إلي مشرفي الول تخلقت منه بخلق علمى ، فكنت ألخص أقوال بعض العلماء بفهمي وأسلوبي فيطالبني بالتنصيص ثم يستعيد النص منى مراراًغ حتى ويبين لى أن ما فهمته ولخصته كان فهماً خاطئاً. وأحياناً أنقل نقلاً عن عالم ثم أحيل إلي أقوال آخرين ظاناً أن كلامهم كان واحداً فيطالبنى بالتنصيص ثم يظهر لي فروقاً دقيقة يتضح بها أن كلامهم مختلف وليس واحداً. أ . هـ.
عدل سابقا من قبل Abdo Hammad في الخميس مايو 02, 2013 1:23 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
Abdo Hammad المدير العام
العمر : 29 تاريخ التسجيل : 17/12/2012 عدد المساهمات : 197 نقاط : 44347 الموقع : https://shanshour.ahladalil.com
| موضوع: رد: تابع . تقسيم حياة الشيخ عبد الرزاق عفيفي الإثنين أبريل 29, 2013 6:05 pm | |
| زهده وورعه 1. يقول الشيخ محمد لطفى الصباغ : وكان الشيخ عبد الرزاق رحمه الله متواضعاً زاهداً في متاع الدنيا ومناصبها ، لا يغشي منازل الوجهاء والأغنياء إلا أن دعي ، وكان ويتعفف إن حضر ولا يقول إلا ما ويرضي ضميره ، ولعل زهده هذا هو السبب في عزوفه عن إلقاء المحاضرات وحضورها. وكان يبذل جاهه في خدمة الناس الصالحين ومعونتهم ، وكان لا يرد صاحب حاجة يستطيع أن يقضيها له. 2. ويقول الشيخ عبد الله بن حافظ الحكمى : كان شديد الزهد في أعراض الدنيا يلبس الخشن من الثياب في آخر حياته ويرتاح لذلك ويعلله بأنه يناسبم بدنه صحياً. 3. ويقول الشيخ يوسف المطلق : ولقد كان مثالاً للإخلاص والقدوة الحسنة في زهده وورعه. 4. ويقول الشيخ مناع القطان : وقد عاش الفقيد متقشفاً زاهداً بعيداً عن المظاهر العامة بمنأى عن أضواء وسائل الإعلام. 5. ويقول الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركى : إن فضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي يتصف بصفات يندر أن تجتمع في شخص : غزارة العلم ، ورجاحة العقل ، والزهد في الدنيا ومظاهرها ، وحب الخير للآخرين ، وبذل جاهه وماله في ذلك. 6. ويقول الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهرى : والبرهان على أنه ليس طالب مجد دنيوى أنه ما التمس سبيلا لازدياد كسب مادى غير رويتب تلقاء عمله الوظيفي الذى كرس له كل وقته وما اكثر الكسب المادي لو ارادها . وبعد عن الاعلام والإعلاميين بعد لا هوادة فيه وما عرفت من الشيخ عبد الرازق حياة قط غير حياته بين طلابه فى الصف او بين مريديه ى بيته يقرأون عليه ويسالونه او فى صميم علمه الوظيفي لدى سماحة الشيخ محمد بن ابلاراهيم يذاكره فى العلم ويستفتيه قى واقع الطلبة الذين يرشحون للقضاء والمناصب القيادية وكان رحمه الله عمدة فى ترشيح الخريجين وتزكيتهم . ولما احيل للتقاعد مرت سنون لم يراجع لاستلام استحقاقه لانه وقله من المشايخ خراج المملكة يتورعونعن التقاعد من دون ان يكتب فتوى فى ذلك وانما حمل نفسه على الأشد لأن كثيرين من السلف يتورعون عن بعض المباح وباب الزهد واسع عند اللاسلاف . الفصل الرابع صبره 1- يقول الشيخ محمد لطفي الصباغ : وكان صابرا .. نزلت به كوارث شديدة فلم تضعفه ولم تخرجه عن اتزانه وخلقه . فقد أصيب فى عام 1376 هـ بشلل نصفي وعافاه الله منه واصيب بعدد من الأمراض كان فيها نعم العبد الصابر وقتل ولده الكبير احمد عاصم رحمه الله فى حرب رمضان 1973م التى قامت بين اليهود ومصر فتلقى الخبر صابرا محتسبا وكان فى مجلسه يحمد الله ويحدث الحاضرين وإذا غلط أحد المعزين فى قول يجاوز به الحد الشرعي أنكر عليه ورده الى الحق . ثم توفى ولده الأصغر عبد الرحمن رحمه الله فكان كذلك فى غاية الصبر والضى بقضاء الله وقدره . ثم توفى ابنه عبد الله فى 30/6/1403هـ فجأة فى جدة فكان ايضا مثلا فى الصبر والاحتساب والتسليم . وقد سافرت زوجته مرة الى مصر وعندما أرادت ان تعود الى الرياض الى زوجها وأولادها منعم من العودة مدة طويلة لمضايقة الشيخ وإيذائه فصبر وصابر حتى أذن الله بالفرج وعادت الى بيتها . 2- ويقول الشيخ محمد سعد السعيد – إمام جامع سلطانه بالرياض : وقد أصيب فى عام 1376 هـ بشلل نصفي وشفاه الله منه ثم أصيب مرة أخرى بشلل نصفي عام 1413 هـ تقريبا وشفاه الله منه وقد أجرى له قبل خمس سنوات تقريبا فى لابروستات وعملية فى العين بسبب انفصال فى الشبكية ومنذ فترة طويلة وهو مبتلى بأمراض عدة كالتهاب المسالك البولية وتعطل الحدة الكليتين ، وضعف الأخرى ، والضغط ، والسكر ، ومع ذلك نراه صابرا محتسابا ، ولم يثنه عن طلب العلم ، وتعليمه ، والعناية به ، وافدة الناس وتوجيههم وارشادهم الى اخر ايام حياته . 2- ويقول الدكتور صالح بن سعود آل على : وقبل وفاته رحمه الله كان مبتلى , ابتلاه الله سبحانه بمصائب ولكنه كان الصابر المحتسب فاضافة الى الامراض التى عرضت له فى العقد الاخير من عرمه اصيب بثلاثة من ابنائه وهم فى ريعان الشباب : عبد الرحمن الذى كان يلازمه فىشيخوخه كظله يخدمه ويساعده اذ به يفاجأ بوفاته بسبب انفجار اسطوانة غاز وعبد الله بسكته قلبية ، ومن قبلهما احمد اكبر ابنائه الذى جاءه نعية قتيلا فى حرب الدبابات مع اسرائيل فى سيناء عام 1973م . ومما يلفت النظر فى جلد هذا الشيخ وصبره انه لما جاء خبر وفاة ابنه احمد وهو مدير ومحاضر فىالمعهد العالي للقضاء لم يتوقف عن برنامجه اليومي فقد جاء الى طلابه فى مرحلة الماجستير – وكنت واحد منهم – والقى المحاضرة كالعهج به دون اثر او تلعثم , وكانت بعد العصر الىالمغرب . وكان الطلاب كعادتهم بعد ان ينتهى من المحاضرة يوجهون الاسئلة واحدا تلو الاخر واذ به يجيب عنها دون ان يظهر عليه ما يلفت النظر وبعد انتهاء المحاضرة خرج من القاعة ونحن وراءه , واذا نحن الطلاب نفاجأ بطابور من الاساتذة وطلاب اخرين يقابلونه ويلقونه معزين بوفاة ابنه ولا تسأل عن ذهولنا نحن ليس من الوفاة ولكن لان الشيخ لم يترك المحاضرة لا بل لأنه لم يخبرنا ولم يظهر عليه اثر للصدمة فاقبلنا مع غيرنا مواسين ومعزين فرحمة البله فرحمه الله وغفر له
عدل سابقا من قبل Abdo Hammad في الخميس مايو 02, 2013 1:24 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
Abdo Hammad المدير العام
العمر : 29 تاريخ التسجيل : 17/12/2012 عدد المساهمات : 197 نقاط : 44347 الموقع : https://shanshour.ahladalil.com
| موضوع: رد: تابع . تقسيم حياة الشيخ عبد الرزاق عفيفي الإثنين أبريل 29, 2013 6:06 pm | |
| مزاحه كان الشيخ رحمه الله يمزح ولا يقول الا صدقا كما كان هدى النبي صلى الله عليه وسلم فكان يحب التعبير الطريف الصادق ، وكثيرا ما يروى بعض المواقف التى يتعجب لها مما مر به فى عمره الطويل المبارك فمن ذلك انه حدثنى ان أحد زملائه المدرسين فى المعهد كان كثير الزاح فجاء يوما وقال لهم لقد جئت اليوم على سيارةفيها ( الف تيس ) فتعجبوا من ذلك الى الن تبين انه يقصد ( الفتيس ) وهو العصا التى تنقل الحركة من السرعة الاولى الى ارابعة اة او الخامسة بالسيارات . وسئل الشيخ رحمه الله عن رجل رضع من امرأته بعد زواجه عددا من الرضعات فقال لا تحرم عليه ولو تغذى على لبنها الى ان يموت لانه ليس فى الحولين . وسئل عن امرأة مسنة بقي من عد وفاة زوجها يام وتريد ان تخلاج للحج فقال لا يجوز ول كان عمرها عمر نوح عليه السلام . يقول الدكتور محمد الجنيدل : كما كانت له نكتة حلوة طريفةيعرفها كل من عاشرة مع صراحة تامة ببراءة وطهر . ويقول الشيخ عبد الله الحكمي : وكان رحمه – الله - يقول فى وصف تغير العصر وانقلاب المفاهيم " بعض الناس الان كنبت البصل راسه الى اسفل ورجلاه الى اعلى " . وسمعت منه فى كلام فى عدم الجهل بما يحل ويحرم وان الانسان يعرف ذلك غالبا من نفسه قال : " حتى الحيوان قد يدرك ذلك الا ترى الهرة اذا ناولتها قطعة اللحم اكلتها وهى بجوارك أمنه واذا غفلتها وخطفتها من غير رضى منك هربت بها بعيجا عنك " . ويقول الشيخ محمد لطفى الصباغ : وكان ذا روح خفيفة قلما يخلو مجلسه من القاء نكته مهذبة واقعية تنشط السامع وتسره وتؤدى غرضا توجيهيا . ويقول الشيخ صالح بن فوزان الفوزان : وقد اعطاه الله القدرة على ايصال المعلومات الى اذهان الطلاب بطريقة سهلة جذابة مع جدية حازمة وظرافة مليحة وحفظ للوقت , وقد تأثر بهذه الطريقة كل من تتلمذ عن غيرهم من المدرسين .
اعراضه عن اللغو 1- يقول الشيخ محمد لطفى الصباغ : كانت حياته حافلة بالجد النافع من الاعمال فلم يكن شغل الشيخ عن العلم والعبادة ولقاء الناس وتعليمهم شيء مما يشغل الاخرين ،فلم يكن الشيخ يسمع الاذاعة ولم يكن يرى التلفاز ولم يكن يعنى بقراءة الجرائد , بل كان ينفق وقته كله فى قراءة القرآن ومطالعة مسائل العلم ونحسب انه كام مما طال عمره وحسن عمله ولا نزكى على الله احداً . 2- ويقول الشيخ عبد الله الحكمي : وكان يكره الجدل والمراء وقل ان يسمح لمحدثه بالاستمرار فى ذلك او ينساق له . 3- ويقول الشيخ عبد الله العجلان : وكان يرحمه الله اذا نقد أحداً او موقفا اجمل فى الكلام وقد يكتقة باظهار عدم الرضا بنبرة او كلمة مجملة او اشارة واذا اثنى على شخص او موقف فصل فيه وحدد وابان واذا تكلم استرسل فى كرمه سواء كان فى النحاضرة أو القاء الدروس او كان فى الحديث العام حتى يستطيع السريع فىالكتابة انيكتب كل كلامه اذا انه فى الكلام كأنه يملي . الفصل السابع عشر هيبته واحترام الناس له 1- يقول الشيخ عبد الله العجلان : وكان كثير الصمت يفرض احترامه يفرض احترامه على جليسةكثير التأمل شديد الملاحظة دقيق الفهم نافذ الفراسة ويلاحظ ان اسلوبه فى الحديث والصمت مختلف باختلاف المجالس والحضور فى كل جلسة وحسب الموضوعات التى يتبادلها الحضور بالبح الى اخبار وتحليلات وغيرها فهو ينطلق فى الحديث فى المسائل العلمية وفى تحليل بعض الظواهر الاجتماعية وهو يمسك عن الحديث ان كان الحديث فى امور الناس ، ودنياهم العامة والقضايا التى ليس له فيها دخل او تاثر فكان مثالا فى علمه وادبه واخلاقه وقدرة فى تصرفاته ورعا زاهدا متواضعا يندر ان يوجد فى الناس مثله . 3- ويقول الشيخ مناع القطان : يهاب الطلاب شخصيته وينصتون لسماع درسه ويحرصزن على الاستفادة منه..
عدل سابقا من قبل Abdo Hammad في الخميس مايو 02, 2013 1:26 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
Abdo Hammad المدير العام
العمر : 29 تاريخ التسجيل : 17/12/2012 عدد المساهمات : 197 نقاط : 44347 الموقع : https://shanshour.ahladalil.com
| موضوع: رد: تابع . تقسيم حياة الشيخ عبد الرزاق عفيفي الإثنين أبريل 29, 2013 6:06 pm | |
| تلاميذه واثره فيهم يقول الشيخ صالح بن الفوزان عضو هيئة كبرا العلماء : ان شيخنا الشيخ عبد الرازق عفيفي – يرحمه الله – شخصية علمية فذة هو شيخ المدرسين وقدوة العلماء السلفيين فى هذا الوقت ، فل الفضل بعد الله على كل متعلمي هذا الجيل ممن تخرجوا فى الدراسات الشرعية فى التفسير والحديث والعقيدة ، والاصول ، فقد درس فى كل مراحل التعليم الثانوي والعالي , والتخصصى وكانت طريقته فىالتدريس طريقة فلذة نادرة وسهله جذابة مع جدية حازمة . وظرافة مليحة , وحفظ للوقت . وقد تاثر بهذه الطريقة كل من تتلمذ عليه فصاروا يتميزون عن غيرهم من المدرسين ولقد افني عرمه المبارك فى التدريس ، والافتاء ، وعضوية هيئة كبار العلماء والدعوة الى الله اذ لايقتصر نشاطه على التدريس المنهجي ، بل كان يدرس فى المسجد الحرام فى اوقات المواسم وفى غيره منالمساجد ويحضر دروسه الجم الغفير من الناس وكان يشارك بالقاء المحاضرات ، والندوات فى مختلف الاماكن ، وكان يشرف على الرسائل العلمية فى الماجستير ، والدكتوراه ، ويشارك فى مناقشتها ، وهكذا كان كل وقته يصرفه فىنشر العلم والافادة – حتى فىاخر ايامه وهو يعانى من المرض – كان يستقبل الزائرين ويجيب عم\ن تساؤلاتهخمك ويرد على اسئلة المستفتين عن طريق الهاتف . ويقول الشيخ عبد الله بن جبرين : وقد تتلمذ عليه اكابر العلماء فى هذه المملكة واعترفوا بفضل علمه وافتخروا بالانتماء الى تعليمة فى اغلب المراحل كما انتفع الكثير بالفوائد التى تلقوها عنه فىدروسه فى المسجد وغيره . ويقول الشيخ عبد اله بن عبد المحسن التركي : ولا ابالغ اذا قلت : ان غالب منسوبي جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية من طلابه طلابه ، بل ان هذا الوصف ينطبق على غالب العلماء فى المملكة سواء اكانوا فى القضاء ام التدريس ام الافتاء والدعوة . ويقول الشيخ ابو عبد الرحمن بن قيل الظاهري : فكان فى هذه المملكة استاذ جيل بحق تتلمذ عليه ابناء ما بين السبعين الى الثلاثين ولا يزال تلامذته مربين للاجيال اهل منابر وحلقات وتدريس وتاليف . ويقول الشيخ عبد اله العجلان : ولا اكون مبالغا اذ قلت : ان معظم علماء المملكة اليوم هم اما متن طلابه او ممن استفادوا منه بوجه من وجوه الاستفادة ولكهم يحفظ له حقة ، وجهوده وتعتبر وفاته خسارة عظيمة اذا انه من كبار حملة ميراث النبوة فى هذه الممملكة ومن دعاة وأئمة التوجيه الصائب . ويقول الشيخ المطلق : واننا وطلابه الذين منهم الوزير ، والقاضى ، والداعية ، والاستاذ ، والادارى لا نقدر على مكافأته الا بخالص الدعاء الصالح فبارك الله فى ذريته وجزاه الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء والاحسان . ويقول الشيخ محمد لطفي الصباغ : صحبته ما يزيدعن اثنين وثلاثين عاما ، وما تركت مجلسه فى اسبوع الا ان يكون احدنا مسافرا , وقلما كانت سفراتنا تطول ، وقد جاوزته سنين عديدة فكان نعم الاستاذ والجار , لقد تعلمت منه فى هذه الصحبة امور كثيرة منها ما يتعلق بالناحية العلمية ومنها ما يتعلق بالناحية السلوكية ومنها ما يتعلق بالناحية الشخصية ..... لقد كنت الجأ اليه فى كل أمر من هذه الأمو وكان يمدنىبالراى السديد واتوجيه القويم لقد اكرمه الله بالعقل المسدد والعمل الواسع والراى المحكم . ويقول الشيخ صالح بن سعود آل على : وقد شرفت بأن اكون أحد تلاميذه فى كليه الشريعة ثم فى المعهد العالي للقضاء , وخبرته من قرب ، ورأيت فيه ما كنت اقرأ عن العلماء السلف منالعلم الجم والفقه فى الدين والتحلى بمبادئ هذا الدين من تواضع ، وتقى وزهد وورع ، وصبر وحب لهذ1ه الامة وحرص على ان تظل كما هو مؤمل منها منارة هدى ومصدر اشعاع ومئل عز الاسلام والمسلمين . ويقول الشيخ صفوت نور الدين : ولقد كان الشيخ – يرحمه الله تعالى وفى كبر سنه منظما فى علمه محافظا على وقته بين الدروس والتدريس ومراجعة الرسائل العلمية واعداد الأبحاث ، وتسطير الفتاوى ، ولا تره ابادا الا فى عمل مثمر نافع ولقد نفع الله بجهده فصار تلامذته من كبار العلماء والمعايشين له من الفقهاء فلقد كان الشيخ محمد على عبد الرحيم – يرحمه الله – وهو اسن منه يراه شيخا له استاذا معلما ويقول الشيخ زهير الشاويش : كان من تلامذته الدكتور عبد العزيز كامل والاستاذ عبد الرحمن الباني والدكتور محمد الصباغ ، والاخ مناع القطان وغيرهم ومجوعة من الاخوان الذين اخذوا فضائل كل جماعة وابتعدوا عن الغرور والتنطع والشذوذ والتفرد . ويقول الشيخ مناع القطان : وفي رحلته العلمية كانت عنايته الفائقة بتربية تلاميذه على العقيدة السلفية ، ونبذ البدع والخرافات والأخذ بيدهم إلي هدى الكتاب والسنة وسلف هذه الأمة ، فاحتضن نخبة متميزة وتعدها منذ الطفولة بالرعاية ، واصطحبها معه حتى ونمت وشبت عن والطوق ، ونهجت نهجه ولعلنى كنت على رأس هذه النخبة وأحب تلاميذه إليه – ولا أزكى على الله أحداً . ومن القرية تعهدنى بها منذ الطفولة انتقلت معه طالباً في معهد شبين الكوم الدينى ، أتلقي من فيض علمه على مقعد الدرس ، وأزوره في بيته ، فيختار ما يشاء من الكتب لأقرأ عليه بعض الموضوعات التى يريدها ويقف عند كل فقرة شارحاً ومبيناً. الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركى : لقد عرفته رحمه الله وأسكنه فسيح جناته منذ ستة وثلاثين سنة عاماً ، وتوطدت صلتى به في أثناء طلب العلم ، والدراسة في كلية العلوم الشرعية في الرياض ، ثم في المعهد العالى للقضاء ، ثم في حلقات المساجد والمحاضرات في الجامعات ، ومناقشة الرسائل الجامعية ، وازدادت معرفتى به حينما لازمته فترة إعداد بحوثى في الماجستير ، حيث كان مشرفاً عليه ، فكان تعم الموجه والناصح ، يبذل وقته وجهده ويحرص على إفادة طالب العلم. يقول الشيخ صالحى السدلان : إن كان لي من كلمة في أخص مشايخي عبد الرزاق عفيفي فهي أنه قد درسني كثيراً في عدد من مراحل البكالوريوس في الحديث وأصول الدين ، وقام بتدريسى في المعهد العالي للقضاء لمادة أصول التفسير ودرسنى الفقه في السنة الثانية بمعهد القضاء واعتبره كما يقول المقل : " قلبه فوق لسانه " فهو لا يتكلم إلا بعد معرفته ما يقول ، ويعتبر نمن العلماء الأوائل. ويقول الشيخ عبد الله العجلان : لقد عرفت هذا الرجل أستاذاً في علوم الشريعة ، واستمعت لدروسه ، وتلقيت عنه في فترات مختلفة ، فأدركت مكانته العلمية وصدق لهجته ، وسداد توجيههن وجاورته في السكن فكان خير جار ، ورافقته في السفر فكان نعم الرفيق والمؤانس ، وجالستهم فرأيت فيه حسن الأدب وصواب الرأي. ويقول الشيخ سعود الفنيسان : كان لى الشرف بأن قام الشيخ بالإشراف على رسالة الدكتوراه ، حيث استفدت منه في أثناء جلسات عدة معه من خلال ما لديه من معلومات وملاحظات ما لم أستفده في سنى دراستي منهج الدراسات العليا في الجامعة وبالأخص شفي تخصصي التفسير وأصول الفقه ، وكان من المقربين والمحبوبين جداً من سماحة الشيخ وعبد العزيز بن باز إلي آخر لحظة في حياته. ومما جاء في جريدة المسلمون بتاريخ 4/4/1415 هـ : والجدير بالذكر أن الشيخ عبد الرزاق عفيفي يعتبر شيخاً لجل كبار علماء المملكة كالشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، والشيخ عبد الله بن غديان ، والشيخ صالح اللحيدان ، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبد الله بن حسن بن قعود ، والشيخ إبراهيم آل الشيخ ، والشيخ عبد الله بن جبرين ، والشيخ صالح الأطرم ، والشيخ الدكتور عبد الله التركيه ، والشيخ صالح السدلان ، والشيخ راشد بن خنين ، والشيخ على الرومى ، والشيخ مناع القطان ، وغيرهم كثيرون. 17. ومن تلاميذ الشيخ عبد الرزاق أيضاً فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس إمام وخطيب الحرم المكى ، الذي درس على الشيخ في الجامعة ، وكان والشيخ عبد الرزاق مشرفاً على رسالته في الماجستير. وقد ألقي الشيخ السديس محاضرة في مدينة جدة في رثاء الشيخ عبد الرزاق عقب وفاته رحمه الله.
عدل سابقا من قبل Abdo Hammad في الخميس مايو 02, 2013 1:28 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
Abdo Hammad المدير العام
العمر : 29 تاريخ التسجيل : 17/12/2012 عدد المساهمات : 197 نقاط : 44347 الموقع : https://shanshour.ahladalil.com
| موضوع: رد: تابع . تقسيم حياة الشيخ عبد الرزاق عفيفي الإثنين أبريل 29, 2013 6:07 pm | |
| مؤلفاته وموقفه من التأليف لقد كان للشيخ رحمه الله موقف من تأليف الكتب في هذا العصر لا يوافقه عليه أغلب العلماء ، فقد كان يرى أن تصانيف السلف فيها الكفاية ، وأنه لا حاجة للمزيد عليها ، وأن الأولي أن تنصرف الهمة إلي دراسة وكتب السلف ، وتدريسها بدلاُ من الانشغال عنها بمؤلفات المعاصرين ، ولعل عذر الشيخ في ذلك أن أكثر المؤلفات في هذا العصر قليلة القيمة لا تعدو أن تكون تكراراً لكلام السابقين ، وليت هذا التكرار يسلم من التشويه ، والتحريف ، لكن لا ريب أنه ظهر في هذا العصر من المؤلفات العظيمة ما كانت المكتبة الإسلامية تفتقد إليه ، منه ما هو أبحاث في مسائل عصرية تحتاج إلي تخريجها على أشباهها ونظائرها في كتب الفقه الإسلامي ، ومنها ما هو اختصار ،أو تهذيب لكتاب من كتب السلفة ييسر تحصيل الفائدة منه عند أكبر كعدد ، ومنه ما هو شرح يحل غوامض كتب السلف التى يتعذر على أكثر المبتدئين فهم عباراتها ، ومنها أعمال موسوعية تجمع شتات ما كتبه عالم في مكان واحد ، أو تجمع شتات ما كتب عن مسألة يثور حولها الجدل في مكان واحد ، ومنها ما هو تكميل لعمل بدأه أحد السلف ولم يكمله لعذر ما ، إلي غير ذلك من فوائد التصنيف وهي كثيرة جداً ، ولكن على كل حال فهذه كانت وجهة نظر الشيخ ، وقد أخبرنى الشيخ أنه لا يحب كتابة كلامه ، وأنه استغنى عن كثير من كتبه ، وأنه لا يكتب عليها من الهوامش إلا القليل ، وكان يقول لى : صاحب الكتاب خير من صاحب الكتب ، وكثرة الكتب عند الرجل علامة على جهلة يقصد أن الذي يدرس كتاباً موسعاًَ في الفقه مثلاً في كتب كثيرة لا يتقن شيئاً منها. والله أعلم بالصواب. يقول الشيخ عبد الله بن جبرين : أما التأليف فلم يكن ويرغب فيه ، ولا يحب الكتابة في أي فن من الفنون ، بل يريم أن هذه الكتب والمؤلفات الحديثة لا فائدة فيها ، فيكتفي فيما يكتبه بما كتبه وجمعه العلماء السابقون حيث أنهم تطرقوا إلي كل فن ، وأوضحوا ما يحتاج إلي توضيح ، فمن جاء بعدهم لا يستطيع أن يضيف إلي علومهم زيادة ، وأن المتأخرين إنما توسعوا في الكلام بما لا فائدة فيه ، وكان ينهي عن الانشغال بكتب المعاصرين التى كتبوها في الأصول ، أو التفسير ، او الأدب ،والفقه ونحو ذلك ، حيث إنهم لا يزيدون على من سبقهم ، ومع ذلك فقد أشرف على رسالتي في أخبار الآحاد التى قدمتها لنيل درجة الماجستير ، وعلى رسالة الدكتور عبد الله ابن عبد المحسن التركى وغيرهما ، وكان يولى التلميذ توجيهات ، ودلالة على المواضيع ، وأماكن البحث ، ونحو ذلك مما يدل على قدرته على الكتابة لو أراد ذلك فهو من حملة العلوم المتعددة ، وأي فن يتطرق إليه يوسعه بحثاً. فرحمه الله وأكرم مثواه ، وصلي الله على محمد وآله وصحبه وسلم. ويقول الشيخ مناع القطان : تميز الفقيد بتأصيل المسائل العلمية وتحليل فروعها ، وتحرير مواطن الخلاف فيها ، والترجيح السديد بين الآراء المتعددة ، ولم يكن يميل إلي تأليف الكتب مع غزارة علمه ، وسعة اطلاعه ، ويفضل أداء العلم تدريساً وبحثاً ، وقد أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء كثيراً من الأبحاث التى يرجع إليها طلبة العلم وينهلون من معينها العذب. له من المؤلفات : مذكرة في التوحيد ، وتحقيق وتعليق على كتاب الإحكام في أصول الأحكام للآمدى ، وتعليق على الجزء المقرر في التفسير من الجلالين لطلاب المعاهد العلمية. ويقول الشيخ محمد لطفى الصباغ : والعلماء نوعان : علماء ينعزلون عن الناس ، ويتفرغون لكتابة الكتب والمصنفات ، وعلماء يعنون ببناء النفوس ، وتوجيه العامة وإرشادهم ، وبالإجابة عن أسئلتهم وحل مشكلاتهم ، وقد كان فقيدنا العظيم من النوع الثاني وهم جبال من العلم ، وكذلك في العصور السابقة كان أكثر العلماء من هذا القبيل ، وأحسب أن فقيدنا كان ويحمله على ترك التأليف عامل آخر وهو زهده في الشهرة والسمعة والمناصب. وكان إذا رأي كتاباً لأحد المحدثين ليس فيه صفة الأصالة ولا دقة ولا استيفاء قال : يا ليته ما ألف ! ويا ليته اقتصر على الانتفاع بما كتب الأئمة. ويقول الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهرى : والشيخ في جبلته يؤمن بتخريج الطلاب ، وتسهيل العلم الذي ورثناه عن الأسلاف دون حاجة إلي مزيد من التأليف. ولهذا نفع الله بدروسه وتلاميذه فكانت له في وسطنا العلمي بالسعودية بصمة متميزة تجمع بين المعقول والمنقول رحم الله الفقيد وجمعنا به في دار كرامته. ويقول الشيخ زهير الشاويش : الشيخ والتأليف : كان رحمه الله يرى أن في ثروتنا العلمية التى تركها لنا الأجداد رحمهم الله ، ما يكفى وإذا كان ولا بد من مؤلف فيكون لسد الحاجات الطارئة علينا من أمور استجدت. وقال لى مرة : يا زهير إن حسن إخراج الكتب وتحقيقها وحسن عرضها أفضل من التأليف. ولذلك صرف جهوده إلي وضع المناهج للجامعات ، والمعاهد ، ورسم الخطط لها من غير أن يؤلف كتباً. وقام على تحقيق كتاب " إحكام الأحكام " للآمدي. وبحكم تدريسه الطويل كان عنده أمال : في التفسير ، والحديث ، وأصول الفقه .. ما لو جمع لكان كتباً نافعة وفي تعليقه على رسائل الدكتوراه التى أشرف عليها – ولعلها بلغت المئات – العلم الغزير النافع. ويقول الشيخ عبد الله العجلان : وكان يخبر عن نفسه في أكثر من مناسبة بأنه في الفترة الأخيرة ما كان يعتني باقتناء الكتب الكثيرة في بيته ، وأنه يكتفي باقتناء عدد محدد من الكتب المنتقاة في كل فن من الفنون يرجع إليها عند الحاجة ، ويؤكد بأنه لا يوجد لديه مكتبة بالمعنى المتعارف عليه بين طلاب العلم. وكان له رآي التأليف يذكره عندما يقال : لم لم تؤلف في العلم الفلانى من علوم الشريعة؟! فيقول : نحن لسنا في حاجة إلي التأليف بقدر ما نحن في حاجة إلي الإطلاع على المؤلفات التى تزخر بها المكتبات ، وإن كثيراً من التأليف الحديثة في علوم الشريعة ، واللغة العربية ما هي إلا معلومات معادة وفي المكتبة ما هو أصل منها. ويقول الشيخ حمد الجنيدل : وعندى من إملائه ما يزيد عن مائة ورقة من التفسير كتبتها بقلمى في أثناء تدريسه لنا في المعهد العالي للقضاء اعتبرها أنفس ما لدى في مكتبتي الخاصة. ولعل الله أن يسهل لنا إخراجها وطبعها. قلت : ومما يبقي من آثار الشيخ : تعليقات على تفسير الجلالين من أول سورة غافر إلي آخره. وتعليقات على العقيدة الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية. وعلى التدمرية أيضاً لشيخ الإسلام ابن تيمية. وعلى الرسالة التبوكية للإمام ابن القيم. وله حواش نفسيه على ألفية العراقي في المصطلح. وله بحث كبير في نحو 150 صفحة عن البورصة كان قد قدمه لهيئة كبار العلماء. وله مذكرة في التوحيد ( طبعت ) وله تعليقات مطبوعة على شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز. وله مقدمة وتعليقات على كتاب الإحكام للآمدى. وله رسالة شبهات حول السنة. وله رسالة في الحكم بغير ما أنزل الله ، وقد طبعت الآن بدار الفضيلة بالإضافة إلي فتاويه الخاصة المتناثرة عند تلاميذه ومحبيه وهذه الأشياء تحت الطبع بدار الفضيلة للنشر وفقهم الله. وقد علمت أن دار الفضيلة للنشر بالرياض جمعت مؤلفات الشيخ ونسخت أشرطة التسجيل المحفوظة بصوته ، ولديهم كتب للشيخ ، وفتاوى ورسائل جاهزة للطبع الآن. ويضاف إلي هذا كله كما أسلفنا أن الشيخ عبد الرزاق عفيفي كرحمة الله كان واحداً من أربعة علماء هم أعضاء اللجنة للبحوث ، والإفتاء اشتركوا في إصدار آلاف الفتاوى وعشرات الأبحاث القيمة لا تقدر لنفاستها بثمن
عدل سابقا من قبل Abdo Hammad في الخميس مايو 02, 2013 1:29 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
Abdo Hammad المدير العام
العمر : 29 تاريخ التسجيل : 17/12/2012 عدد المساهمات : 197 نقاط : 44347 الموقع : https://shanshour.ahladalil.com
| موضوع: رد: تابع . تقسيم حياة الشيخ عبد الرزاق عفيفي الإثنين أبريل 29, 2013 6:10 pm | |
| أسرته وأولاده يقول الشيخ محمد لطفى الصباغ : وقد تزوج سيدة فاضلة من أسرة كريمة من الإسكندرية هي أسرة سالم ، وقد أنجب منها عدداً من البنين وهم المهندس الزراعي أحمد عاصم رحمه الله ، والأستاذ محمد نبيل حفظه والأستاذ محمود حفظه الله ، والأستاذ عبد الله رحمه الله ، والأستاذ عبد الرحمن رحمه الله وأما البنات فثلاث وقد أكرمه الله بأصهار صالحين بررة. وكان يهتم بتربية أولاده ، فكانوا مثالاً في الاستقامة والبر ، ولقد كان الأستاذ محمود منقطعاً لخدمة والده وضيوفه ، فكان هو الذي يصحبه إلي الصلاة ، ذلك لأن الشيخ في آخر حياته كان لا يقوى على المشي ، فكان يستخدم كرسياً طبياً ، وما كان الشيخ رحمه الله يترك صلاة الجماعة في المسجد في وقت من الأوقات الخمسة ، وكان الأستاذ محمود أحسن الله إليه يجلس معه يقوم بخدمة والده وتقديم الضيافة للضيوف وتنفيذ أوامر الشيخ. وكان يلازمه إذا مرض لا يتركه. وقال الشيخ عبد الله بن جبرين : كان من زملائه عبد الله بن يابس الذي أصله من بلاد القويعة ، وقد كان بينهما من المحبة ، والصحبة ، وقوة الأخوة مالا يوجد مثله إلا نادراً ، وكان زواجهما متقارباً في مصر من زوجتين صالحتين كالأختين ، وقد استضاف الشيخ عبد الله عند مجيئه من مصر لأول مرة ، واستزاره الشيخ عبد الله إلي بلاده ، ونال هناك حفاوة وإكراماً من قبيلة الشيخ عبد الله ، ولم يزالوا يوادون الشيخ عبد الرزاق ويتصلون به حتى توفى رحمه الله . حفظه الله تعالى عليه حواسه إلي آخر عمره قال الشيخ عبد الله الحكمى : وإن كانت وفاته – ورحمه الله – بعد أن جاوز التسعين عاماً فقد كان رغم ما توالى عليه في السنين الأخيرة من العلل والأمراض مع كبر سنة تام الحواس سليم الإدراك ، لم يتغير في علمه وقد يسر الله له الحج عام 1414 هـ آخر موسم قبل وفاته بصحبة سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز فكانت حجة وداع من خير ما ختم به أعماله. وجاء في جريدة اليمامة بتاريخ 21/5/1415 هـ : كان مثالاً للأمانة والإخلاص لله ، والأمانة والإخلاص في حياته وعمله حتى أنه كان ويذهب إلي علمه في آخر حياته ،و وحتى في بعض الأيام التى لا يستطيع الذهاب إلي علمه بسبب سوء حالته الصحية كانت تأتي له أو راق الفتاوى إلي بيته ليجيب عنها. وقال الشيخ عبد الله بن جبرين : أما تدريسه فقد أفنى حياته في وظيفة التدريس في مصر ، ثم في المملكة ، في دار التوحيد بالطائف ، ثم في معهد الرياض العلمي ، ثم في كلية الشريعة وكلية اللغة العربية بالرياض ، ثم في معهد الرياض العلمي ، ثم في كلية الشريعة وكلية اللغة العربية بالرياض ، ثم في معهد القضاء العالي مديراً ومدرساً حتى أحيل إلي التقاعد ، ثم عمل متعاقداً في رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء بقية حياته وافاه الأجل وهو على رأس العمل في هذه الرئاسة. وقال الشيخ مناع القطان : بقي أن نضيف أن الشيخ عبد الرزاق عفيفي بقي عضواً في هيئة كبار العلماء حتى أعفى لحالته الصحية التى فرضها كبر سنة قبل نحو عامين ، أما اللجنة الدائمة للإفتاء فلم يزل يشارك فيها منذ أقيمت بالرياض حتى وفاته يرحمه الله ، بل لقد كان يباشر عمله مفتياً ومجيباً عن مسائل العامة ، وكان يذهب إلي مكتبه بإدارة البحوث العلمية والإفتاء مدفوعاً بالعربة لصعوبة المشي عليه. الفصل الثاني والعشرون حسن خاتمته ووصف جنازته جاء في جريدة المسلمون بتاريخ 4/4/1415 هـ : وكان الشيخ عفيفي - يرحمه الله تعالى – قد أدخل المستشفي العسكرى بالرياض الساعة الواحدة بعد الظهر من يوم الثلاثاء الموافق 16/3/1415 هـ في قسم العنايةن المركزة ، ثم أخرج من ذلك القسم في يوم الأحد 21/3/1415 هـ وهو يعانى من ألمح شديد في الكبد ،وضعف في الكلى ، ووجود سوائل في الرئتين وهبوط في ضر بات القلب ، وظل بالمستشفي حتى وافاه الأجل المحتوم في يوم الخميس 25/3/1415 هـ في حوالى الساعة السابعة صباحاً ، وكان يرحمه الله – قبل وفاته – كما يروي ابنه محمد – في كامل وعيه وفي حالة ذكر الله عز وجل حتى ازداد ضيق نفسه ، وهبط الضغط لتخرج روحه إلي بارئها ، وقد صلي على جنازته عقب صلاة الجمعة 26/3/1415 هـ في جامع الإمام تركى بن عبد الله ( الجامع الكبير ) بالرياض ، وقد صلي عليه جمع غفير من الناس ، ويقول الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، والشيخ محمد السعيد : إنه كان يوماً عظيماً مشهوداً امتلأ الجامع الكبير إلي آخره ، وهي من المرات القلائل التى يمتلأ فيها الجامع ، وقد ازدحمت المواقف والشوارع المؤدية إلي المقبرة بالسيارات خصوصاً بعد ما انطلق الناس بسياراتهم، ومشياً على الأقدام مشيعين له ، وحضر دفنه بمقبرة العود بالرياض عدد هائل منة البشر غالبيتهم من المشايخ والعلماء ، وطلبة العلم وتلاميذ الفقيد يغمرهم الحزن على فراقه داعين له بالمغفرة والرحمة. وهذا الحزن من الناس ، والجمع الغفير من المشيعين يدل بوضوح على ما للشيخ من مكانة وقدر في نفوس الناس وتلامذته الذني لا يحصون لكون الشيخ درس في أماكن كثيرة ومتعددة طوال ثلاثين عاماً قضاها في التدريس بالمملكة ، وبرغم أن الشيخ تلقي تعليمه بعيداً في الأزهر بالقاهرة ، إلا أنه سرعان ما نال مكانته ، وقدره بين علماء المملكة بعد أن جاء سبه الملك عبد العزيز آل سعود – يرحمه الله – مع علماء آخرين من داخل المملكة وخارجها – لينفذ من خلالهم سياسته الصارمة في محاربة الجهل واقتلاع جذوره ، ونشر العلم في ربوع المملكة، وخاصة العلم الشرعي ، وما زالت هذه المكانة تتعاظم حتى انتهت بالشيخ عبد الرزاق عفيفي عضواً في هيئة كبار العلماء ، ونائباً لرئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء. ويقول الشيخ عبد الله العجلان : ولا غرابة في أن يتوافد أبناء عاصمة المملكة إلي المسجد الكبير فى مدينة الرياض من كل حدب وصوب وأن تكتظ بهم شوارع العاصمة ، وأن يضيق بكثرة المصلين على سعته وساحاته على امتدادها ، والشوارع المحيطة به على طولها. وأن يمشي أبناء مدينة الرياض في تشييع جنازته زرافات ، ووحداناً، شيوخاً ، وشباباً حتى ضاقت بهم شوارع العاصمة على سعتها ، وغصت المقبرة بالمشيعين والطرقات المؤدية إليها ، كل منهم يريد أن يلقي على هذا الفقيد نظرة أخيرة ويقول له وداعاً أيها الإمام وموعدنا معكم في الجنة إن شاء الله. إن هذا المشهد العظيم الذي عاشته عاصمة المملكة في توديعها هذا العالم يدل على وعى هذه الأمة ، وتقديرها للمخلصين من رجالها ، والعلماء العاملين بعلمهم من أبنائها. ويقول الشيخ صالح السدلان ( بجريدة عكاظ 27/3 ) : وكان محبوه كثيرين ولم نكن نتصور أن يكون الحضور بهذا الحجم الكبير ومن كافة الفئات في جنازته .. أسأل الله له الرحمة وأن يسكنه فسيح جناته ، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. ويقول الشيخ محمد سعد السعيد في مقالة بجريدة الجزيرة : أدخل المستشفي العسكرى بالرياض الساعة الواحدة بعد الظهر من يوم الثلاثاء الموافق 16/3/1415 هـ في قسم العناية المركزة ، ثم أخرج من ذلك القسم في يوم الأحد 21/3/1415 هـ وهو يعاني من ألم شديد في الكبد ، وضعف في الكلى ، ووجود سائل في الرئتين ، وهبوط في ضربات القلب ، وظل بالمستشفي حتى وافاه الأجل المحتوم في يوم الخميس 25/3/1415 هـ في حوالي الساعة السابعة صباحاً ثم صلي على جنازته عقب صلاة الجمعة 26/3/1415 هـ في الجامع الكبير بالرياض وقد صلي عليه خلق كثير لا يحصى وقد ازدحمت المواقف ، كذلك الشوارع المؤدية إلي المقبرة بالسيارات خصوصاً بعد ما انطلق الناس بسياراتهم للمقبرة ومن المشيعين من ذهب إلي المقبرة مشياً على الأقدام خوفاً من الزحام ، حيث حضر دفنه بمقبرة العود بالرياض عدد هائل من البشر غالبيتهم من المشايخ ، والعلماء وطلبة العلم ، وتلامذة الفقيد يغمرهم الحزن على فراقه داعين له بالمغفرة والرحمة. وهذا الجمع الغفير من مشيعيه يدل دلالة واضحة على محبتهم له ، وإن العالم الإسلامي فعلاً قد فقد عالماً جليلاً وشيخاً فاضلاً ، علماً من أعلام الأمة ، قدس الله روحه ، ونور ضريحه ، ورحمه وغفر له ، وأسكنه فسيح جناته ، ورزقنا وإياهم الصبر والسلوان و ( وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) وجاء في مجلة الفرقان : هذا وقد شهدت الرياض يوم دفنه الجمعة 26 ربيع الأول يوماً متميزاً حيث وفد الآلاف من طلبة العلم ، ومحبى الشيخ لمواراته الثري ، وقد امتلأت بهم الطرقات والمقبرة ، والله نسأل أن يسكن شيخنا الفردوس الأعلى ، وأن يجعل قبرة روضة من رياض الجنة ، وأن يجمعنا معه في الجنة مع النبيين ، والصديقين ، والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيعاً. قلت : وقد شهدت الصلاة على الشيخ رحمه الله بالجامع الكبير بمدينة الرياض ، وكان إمام الناس في الصلاة فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ إمام الجامع الكبير ، ثم شهدت جنازته ، ودفنه رحمة الله ، فكانت كما وصفها الواصفون الذين نقلت كلامهم ، وهذا الجمع الغفير من العلامات التى يرجي للفقيد حسن الخاتمة. قال الإمام أحمد رحمة الله : " بيننا وبينهم أيام الجنائز". الفصل الثالث والعشرون تفجع المسلمين عليه وتألمهم لفقده لقد كانت وفاة الشيخ عبد الرزاق رحمه الله فجيعة كبيرة تألم لها المسلمون في أرجاء العالم الإسلامي وإليك بعض ما كتب في ذلك. يقول الشيخ صالح بن فوزان الفوزان : والآن قد لقى ربه من ذا سيسد ثلمته : سيذكرنى قومى إذا جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر إن مصابنا فيه كبير ،وواجبنا أن نقول ( وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) رحم الله شيخنا أبا أحمد ، وأسكنه فسيح جناته ، وألهم أولاده وأهله الصبر واحتساب الأجر. ويقول الدكتور محمد لطفى الصباغ : فُجمع العالم الإسلامي بوفاة العالم العامل ، والعلامة الداعية الداعية إلي الله على بصيرة الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، وذلك في صباح يوم الخميس الواقع في 25/ ربيع الأول سنة 1415 هـ ( الموافق 1/9/1996 م ) ودفن في الرياض بعد صلاة الجمعة. بلغني الخبر المؤلم وأنا في عمان ، فآلمني ذلك الخبر إيلاماً شديداً ، وشعرت بعظم الكارثة على وجه أكبر مما كنت أتوقع. يا لله ! مات العالم الذي قل نظيره في العلماء .. لقد أذهلني الخبر حقاًَ. أشهد أني قد جزعت لذلك النبأ جزعاً إلا يوم وفاة والدي رحمه الله والشيخ عبد الرزاق عفيفي كان لى بمثابة الوالد .. ثم تماسكت وتصبرت وتذكر الآيات القرآنية التى تقرر ان الموت سبيل كل حي ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) وان الآجل إذا جاء لا يؤخر ( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) ومرت بخاطى كلمة عم ربن العزيز : ( ما الجزع مما لابد منه ؟ وما الطمع فيما لا يرجى ؟ وما الحيلة فيمتا سيزول وانما الشيء من اصله فقد مضت قبلنا أصول نحن فروعها فما بقاء فرع بعد اصله ؟ إنما الناس فى الدنيا أغراض فيهم المنايا ، وهم فيها نهب للمصائب مع كل جرعة شرق وفى كل آكله غصص ) . فاسترجعت قائلة : إنا لله وإنا اليه راجعون ، غفر الله لم ، واكرم نزله وعوضه الجنة وعوض المسلمين خيرا . وجاء فى جريدة الرياض بتاريخ الثلاثاء غرة ربيع الاخرة 1415 هـ ما نصه : خادم الحرمين ، وسمو ولى العهد وسمو النائب الثاني يعزون الشيخ ابن باز فى وفاة الشيخ عبد الرازق عفيفي . تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ال سعود برقية من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتى عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء هذا نصها : حضرة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وفقه الله لما فيه رضاه ونصر به دينه آمين . سلام الله عليكم ورحمه الله وبركاته أما بعد . ففى صباح يوم الخميس الموافق 25/3/1415هـ توفى صاحب الفضيلة العلامة الشيخ عبد الرزاق عفيفي عضو مجلس هيئة كبار العلماء ونائب رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن عمر جاوز التسعين – رحمه الله رحمه واسعة – فأقول احسن الله عزاءكم فيه وجبر مصيبتكم واصلح ذريته وكان – رحمه الله – من خيرة العلماء عقيدة ، وعلما ، ودعوة ، وتعليما مضى عليه فى ذلك ما يقارب خمسين عاما ضاعف الله9 حسناته ، وخلفه على المسلمين بأحسن الخلف وفسخ فى أجلكم على خير عمل وبارك فى أوقاتكم , أعمالكم انه جواد كريم والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته / .. عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتى عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء رجاء فى جريدة الرياض ايضا ما نصه : وقد وجد الملك المفدى يحفظه الله البرقية الجوابية التالية لسماحته : سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتى المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء – حفظه الله – سلام الله عليكم ورحمه الله وبركاته .. وبعد فقد كدرنا نبأ وفاة فضيلة الشيخ عبد الرازق عفيفي عضو هيئة كبار العلماء ونائب رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وإننا إذا نعرب لسماحتكم عن تعازينا ومواساتنا ونأمل إبلاغ ذلك لآسرته وذويه لنسأل الله جل وعلا ان يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جنته ، وان يعوض المسلمين عنه خيرا والحمد لله على قضائه وقدره .. إنا لله وإنا اليه راجعون والسلام عليكم ورحمه الله بركاته... فهد بن عبد العزيز ويقول الشيخ عبد الله العجلان : ولقد وقع نبأ وفاته رحمه الله على نفوسه أبنائه ومحبيه وعارفي فضله – وما أكثرهم – بل وعلى الأمة كلها موقعاً عظيماً فيه بعظم الخسارة ، وفداحة الخطب ، وشدة المصاب لكن الكل وهم مؤمنون بالله وراضون بقضائه وقدره ، ويعملون أن الموت حق ، وأنه مصير كل حى قالوا بصوت واحد ( وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) ودعوا الله بصادق الدعاء وخالص الرجاء بأن يسكنه فسيح جناته ، ويغفر له ، ويعفو عنه ، وأن يعوض الله هذه الأمة فيه خيراً. ويقول الشيخ صالح بن سعود آل على – عضو مجلس الشورى :- ومن أجل هذا أصيب الوسط العلمةى ، والعام ، من علماء ، متعلمين ، بالذهول يوم الخميس 25/3/1415 هـ عندما فاضت روح علم من أعلام هذه البلاد وواحد من أكبر علمائها وهو فضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي عليه من الله الرحمة والرضوان. أصيب الناس بالحزن والأسي لفقد هذا العالم الذي كان – يرحمه الله – وحداً قل من يناظره في الشريعة وعلومها. وجاء في جريدة الندوة بتاريخ 13/4/1415 هـ على لسان منسوبي دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة قولهم : وقد تلقت مدرسة دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة ممثلة في جميع منسوبيها. نبا وفاة الشيخ عبد الرزاق عفيفي بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره. وقد آلمنا فراقه وعز علينا رحيله ، ولكن تلك سنة الله في حلقه ( فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ).
عدل سابقا من قبل Abdo Hammad في الخميس مايو 02, 2013 1:31 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
Abdo Hammad المدير العام
العمر : 29 تاريخ التسجيل : 17/12/2012 عدد المساهمات : 197 نقاط : 44347 الموقع : https://shanshour.ahladalil.com
| موضوع: رد: تابع . تقسيم حياة الشيخ عبد الرزاق عفيفي الإثنين أبريل 29, 2013 6:11 pm | |
| ا رثي به الفقيد رحمه الله من الشعر عقب وفاة الشيخ رحمه الله رثاه بعض الشعراء منهم العبد الفقير مؤلف هذه الترجمة ، فقد هاجت نفسي تأثراً لوفاته فرثيته بقصيدة عينية من البحر الطويل رغم كوني مقلاً من الشعر جداً. ومنهم الأستاذ محمد بن سعد المشعان الذي رثي الشيخ رحمه الله بقصيدة همزية بارعة من البحر الطويل أيضاً ، وقد نشرت بجريدة الرياض العدد 9573 بتاريخ 4/4/1415 هـ. وهذه مرثية الفقيد العلامة الشيخ عبد الرزاق عفيفي – رحمه الله – المتوفى في يوم الخميس 25/5/1415 هـ. عن اثنين وتسعين عاماً رثاه بها تلميذه أبو خالد وليد ابن إدريس بن عبد العزيز منيسي – المدرس بالرياض. هوى نجم عبد في الأنام فأفجعوا وذا الخطب جل والمصاب مروع فلله نعش شيعوه عشية بع الحلم والعلم الذي كان يتبع فيا عبد رزاق البرايا تركتنا ومنا قلوب للفراق تصدع فتسعون عاماً قد قضيت مجيدة بمصر ونجد فالبلاء موزع وفي أزهر حزت العلوم بعرض مذ هب المالكين الكرام تربع لقد كنت ردءاً للفقي بمصرنا وقد كنتما حرباً على من تبدعوا فكم قد نصرتم سنة لنبينا وفي أزمن عز النصير المشجع فظلتم بأرض مصر نوراً فقمتم بنشر الفنون بين قوم تطلعوا مع النفر الألى إليهم يشار بالـ بنان بنيتمو معاهد ترفع مع ابن حميد والأمين وحبرنا وأعنى ابن باز عطركم يتضوع وفي هيئة الكبار صلتم وجلتم وفي لجنة الفتوي قلوب وأضلع عزا أهل مصر فيكم أن تركتم وعبيد العزيز حبر بر ما المفزع وأما بنجدكم شهاب أفضتم عليهم سيوبكم فارووا وأرتعوا وتلمذك المحزون يأسي لفقدكم وكم من محب قلبه يتوجع شعر الأستاذ / محمد بن سعد المشعان إلي روح فقيد العلم الشرعي الشيخ الجليل / عبد الرزاق عفيفي يرحمه الله رحمه واسعة. وقفت لكى أرثي " العفيفي " فصدنى وجوم – وقد حل النوزى – وبكاء وقمت أعزى فيه من رام علمه فقالوا : وهل يسليك عنه " عزاء " ؟ فعدت أناجي ذكريات ترحلت وقد ضمنى و " الشيخ " ثم لقاء وأبصرت فيها الشيخ يرقي بعلمه وعانيت فيها الشيخ وهو بهاء وناجيت فيها الشيخ فازور طيفه وما في ازورار الطيف منه جفاء لقد سار في درب الشريعة يافعا يطير به عزم له وإباء وأنفق في بسط الشريعة عمره يسير به خوف له ورجاء ( ثمانون ) عاماً والحياة مصاعد وللشيخ فيها منهج وسناء إذا المحفل الراقي تناظر جمعه رأيت مقال الشيخ فيه سخاء شواهده الآيات جل دليلها وحشد أحاديث لهن صفاء إلي عرصات الخلديا وافر النهي لعلك عند الله حيث تشاء وإن قصيدى حين يندي بذكركم حرى بأن يندى به الشعراء خاتمة وإلي هنا توقف القلم ، وهذا الذي ذكرته ليس إلا غيضاً من فيض شمائله وقطرة من بحر محاسنه ، ولا يستطيع مثلي أن يحيط بمناقب الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله ، أو أن يفيه حقه ، ولا أملك إزاء هذا إلا أدعو أن يتقبل الله منه أحسن ما عمل ، وأن يتجاوز له عن سيئاته ، وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين ، والشهداء ، والصالحين ، وحسن أولئك رفيقاً ، وأن يلحقنا به في الصالحين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وكان الفراغ من جمع هذه الترجمة بمدينة الرياض يوم الاثنين الخامس عشر من ذوي القعدة. سنة سبع عشرة وأربعمائة وألف للهجرة النبوية على صاحبها صلوات الله وتسليمه أبو خالد وليد بن إداريس بن عبد العزيز ابن منيسي السلمى الإسكندري الحنبلي - عفا الله عنه – ــــــــــــــــــــــــــــــــــ مبدأ وميثاق لفضيلة الشيخ : عبد الرزاق عفيفي
الإسلام عقيدة وقول وعمل ، فالعقيدة : إيمان راسخ بأن الله رب كل شيء ومليكه : خلقًا ، وتقديرًا ، وملكًا ، وتدبيرًا ، وأن العبادة بجميع أنواعها حق له وحده ، لا يشركه فيها ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، فله سبحانه الأسماء الحسني ، والصفات العليا التي جاءت بها نصوص الكتاب ، والسنة الصحيحة . يرى جماعة أنصار السنة المحمدية أن تمر هذه النصوص كما جاءت اقتداءً منهم فيها بسلف هذه الأمة ، وخير قرونها فيفسرونها بمعانيها التي تدل عليها حقيقية في لغة العرب التي بها نزل القرآن ، وكانت لسان النبي عليه الصلاة والسلام مع تفويض العلم بكيفياتها إلى الله من غير تحريف ولا تعطيل ، ولا تشبيه ولا تمثيل ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )[الشورى :11]، ولا يلزم من ذلك تشبيه الله بعباده ، كما لم يلزم من الإيمان بذات له تعالى على الحقيقة ، مع الكف عن الخوض في كنهها . وذلك لأن الله أعلم بنفسه من خلقه ، وأرحم بهم منهم بأنفسهم ، وكلامه أبلغ كلام وأبينه ، وله سبحانه الحكمة البالغة ، فيستحيل أن تتوارد النصوص ، وتتتابع الآيات والأحاديث على إثبات أسماء الله وصفاته بطريقة ظاهرة واضحة ، والمراد غير ما دلت عليه حقيقة ، ويقصد الله منها ، أو يقصد رسوله عليه الصلاة والسلام إلى معان مجازية من غير أن ينصب من كلامه دليلاً على ما أراد مع المعاني المجازية ، اعتمادًا على ما أودعه عباده من العقل وقوة الفكر ، فإن ذلك لا يتفق مع كمال علمه تعالى ، وسعة رحمته ، وفصاحة كلامه ، وقوة بيانه ، وبالغ حكمته ، ولأن يتركهم الله دون أن يعرفهم بنفسه ، ويعرفهم به رسوله عليه الصلاة والسلام بوحيه خير له وأيسر سبيلاً ، لعدم وجود المعارضة للشبه الباطلة التي زعموها أدلة وبراهين ، وما هي إلا الخيالات ووساوس الشياطين ، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا . فمن جحد شيئًا من هذه النصوص ، أو تأولها على معان مجازية من غير دليل يرشد إلى ما تأولها عليه فقد ألحد في آيات الله وأسمائه وصفاته ، حق عليه ما توعد الله به الملحدين في ذلك بقوله : ( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي ءَايَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا )[فصلت : 40] ، ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [الأعراف :180] . وقد زادت السنة عن نصوص الكتاب في إثبات الأسماء والصفات توكيدًا وبيانًا فقضت على قول كل متأول ، يحرف كلام الله عن مواضعه ، كما فعلت اليهود في تحريفها لكتاب ربها ، وتلاعبها بشريعة نبيها . العقيدة الصحيحة - أيضًا - : إخلاص العبادة لله ، وإفراده تعالى بجميع أنواعها : ما ظهر منها : كالصلاة ، والزكاة والحج ، وما بطن منها : كالتوكل على الله ، والإنابة إليه ، والرجاء لرحمته ، والخوف من عقابه ونقمته ، والاستغاثة ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وغير ذلك من الأقوال والأعمال ، والأخلاق التي تدخل في مسمى الإسلام ، كما تدخل العقيدة ، وإن تفاوتت منازلها في الدين ، وكان لكل منها درجة تخصها حسب ما يتوقف عليها من العبادة ، وما يتبعها من الآثار . إن العقيدة السليمة الخالصة التي تستمد من الكتاب والسنة ، ولا يخالطها شيء من شوائب الشرك ، وألوان البدع والخرافات لتبعث من دان لله بها إلى العمل الصالح ، والأخلاق الفاضلة ، والآداب السامية ، وتجعل منه رجلاً مثاليًّا في الحياة : إن حكم عدل ، وإن قال فقوله سديد ، وإن عمل كان على جادة الكتاب والسنة ، وإن عاشر الناس وجدوا منه خير سيرة . فمظهره يشرح للناس الإسلام ، ويفسره تفسيرًا عمليًّا بقوله ، وعمله وخلقه ، ومن ضعف يقينه أو كانت عقيدته مدخولة ، قد شابها كثير من البدع والخرافات ، أو غلب عليه الغرور والاعتداد برأيه وإن خالف وحي السماء أو طغت عليه الشبه ، واستولت عليه الشكوك والأوهام ضرب في كل واد ، وأخذ في بنيات الطريق ، وضل عن سواء السبيل . من أجل ذلك نجد جماعة أنصار السنة المحمدية يكثرون من الكلام في التوحيد في دروسهم ، وخطبهم ، وكتابتهم ، ولهم في ذلك خير أسوة ، أسوتهم في ذلك أئمة الهدى ، وقادة الإصلاح والمؤيدون من الله بوحيه ونصره أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام . هذا وإن جماعة أنصار السنة المحمدية قد أخذت على نفسها أن تعتصم بكتاب الله ، وتهتدي بهدي رسوله صلي الله عليه وسلم ، وتجعل سيرة السلف الصالح نصب أعينها عقيدة ، وقولاً ، وعملاً ، لا تؤثر على ذلك شيئًا ، ولا ترضى به بديلاً من آراء الرجال الضالة ، وأهوائهم الزائفة ، عملاً بقوله تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )[الحجرات :1] وما في معناه من الآيات والأحاديث ، والتزمت ما ألزمها الله به من الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والتواصي بالحق ، والتواصي بالصبر ، وعهدت إلي برئاسة الجماعة بعد وفاة مؤسسها بمصر ، ورئيسها السابق فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه عن الدعوة إلى الدين ، ونشر التوحيد خير الجزاء ، فكان لزامًا عليَّ أن أقوم بهذا الواجب ، وأسير بالجماعة على هدي كتاب الله ، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ؛ ابتغاء مرضاة الله في نشر دينه ، وتحقيقًا لمبدأ التعاون في نصرة الحق . وأرجو الله أن يهيئ لنا جميعًا من أمرنا رشدًا ، وأن يلهمنا الرشد ، والصواب في القول والعمل ، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
هذا آخر ترجمة الشيخ رحمه الله تعالى والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.... منقول للأمانة | |
|
| |
| تابع . تقسيم حياة الشيخ عبد الرزاق عفيفي | |
|