Mohammad Hegazy المدير العام
العمر : 29 تاريخ التسجيل : 17/12/2012 عدد المساهمات : 3357 نقاط : 52289 الموقع : http://tukhi.forumegypt.net
| موضوع: التربية و التعليم ، الفرق بين مفهوم التربية و التعليم ، ما هي التربية ؟؟؟؟ ، ما هو التعليم ؟؟؟؟ الثلاثاء يناير 08, 2013 6:11 pm | |
| الفرق بين التربية و التعليم هناك خطأ شائع بين كثير من الناس من حيث استخدامهم لكلمة تربية و تعليم , فكثير من الناس يجعلون كلمة تربية مرادفة تمامًا لكلمة تعليم و بالرغم من ارتباط اللفظين ارتباطًا متينًا فإن معناهما يختلف اختلافًا واضحًا . فالمقصود بالتعليم هو تلقين المعلومات و تهيئة المتعلمين لاكتساب المهارات و غالبًا ما يكون في المدارس و المعاهد و غيرها... و المدرسة مهما كان نوعها هي تلك البيئة المصطنعة التي أُعدَّت إعدادًا خاصًا من حيث نظامها و إدارتها و مدرسيها و لها هدف أساسي تقوم على تحقيقه و هي تعليم الأطفال و الطلاب شتى أنواع المعرفة.
أما التربية فهي تتناول الإنسان البشري مند ولادته و حتى وفاته " فهي عبارة عن مجموعة من التغيرات و التطورات و التوجيهات تؤثر في سلوكنا و تشكل أسلوب حياتنا و تتحكم في تفكيرنا و تحدد أنواع علاقاتنا و تحدد تصرفاتنا فهي الحياة بأوسع معانيها"
فالتربية بهذا المعنى أوسع مجالًا من التعليم و أعظم أثرًا في تربية الطفل و تشكيل شخصيته كما يقصد بالتربية هي عملية مساعدة الأطفال و المتعلمين على النمو المتكامل من زوايا أربع هي: 1- النمو الحسي 2- النمو العقلي 3- النمو الجسمي 4- النمو الاجتماعي
بحيث يستطيع الكائن الحي التكيف مع نفسه أولًا و مع المجتمع الخارجي ثانيًا.
و التربية بهذا المعنى تسمو و ترتفع لتشمل جميع أهدافنا و حاجاتنا فتكون هدف لحياتنا في حد ذاتها إن عدم وضوح العلاقة بين مفهوم التربية و مفهوم التعليم قد أدى إلى أخطاء في مجالات التربية و التعليم و لهذا سأعرض العلاقة و أوضح الفكرة , فأقول :هناك فرق واضح بين عملية التربية من جهة و التعليم من جهة أخرى , فالتعليم يمثل جزءًا من التربية , و التربية تشمل التعليم , و العكس غير صحيح.
فالتربية هي عمليه تنمية متكاملة لكافة قوى و ملكات الفرد , بمختلف الأساليب و الطرق , ليكون سعيدًا و عضوًا صالحًا في مجتمعه , و هي تشمل جميع جوانب شخصيته الروحية و العقلية و الخلقية و الاجتماعية و الوجدانية و الجمالية و البدنية..
أما عملية التعليم فهي - جزء من العلمية التربوية الكاملة – هدفها تنمية عقل الفرد و تمكينه من اكتساب المعرفة و المهارات اللازمة لحياته , و درايته بعلم ما , أو فن ما , أو حرفة أو مهنة ما و نحو ذلك.
و هكذا يتضح: أن عملية التربية أكثر و أوسع شمولية و تكاملية من عملية التعليم , إذ أن هدف التربية يتجه إلى تنمية و صقل جميع جوانب الشخصية الإنسانية بما يكوِّن في المجتمع أعضاء صالحين ذوي مواهب و قدرات و خبرات و كفاءات جيدة , متعاونين متآزرين , سعداء ذوي نظرة إيجابية للحياة , قادرين على مساعدة و إسعاد أسرهم و أقربائهم و إعانة بقية أفراد مجتمعهم , حريصين على القيام بواجباتهم الإنسانية تجاه غيرهم.
و من الخطأ أن نظن اليوم أن مجرد التعليم بحشو الأذهان بالمعلومات المقررة يؤدي إلى تربية البشر و يرتقي بهم إلى الكمال , كما يؤدي إلى نمو جميع جوانب الإنسان مثل النمو الروحي و الأخلاقي و ما إلى ذلك.
و من الأدلة على ذلك أن ارتفاع معدل نسبة التعليم في المجتمعات لم يؤد إلى إقلال الشرور و الجرائم , و إننا نرى اليوم أن نسبة الفساد لدى المتعلمين لا تقل عما لدى غير المتعلمين , و بخاصة إذا رأينا ما صدر من الفساد و الجرائم من كبار المتعلمين و من الموظفين و المسئولين حتى في أكثر الدول تقدمًا في المجالات العلمية نقتنع عندئذ بأن مجرد حشو الأذهان بالمعلومات المقررة لا يؤدي إطلاقًا إلى إصلاح النفوس , و إلى الرقي الروحي و الأخلاقي و الاجتماعي , و يفسر ذلك أيضًا ظاهرة الغش و عدم التمسك بالقيم الإسلامية لدى المتعلمين بصفة عامة.
إن عملية التعليم إذا زالت عنها السمة التربوية أصبحت مجرد حشو و تكديس لمعلومات لا تفيد في تشكيل الشخصية أو تعديل اتجاهاتها بالشكل الإيجابي المرغوب منها , و الحاجة الماسة تظهر دائمًا "للمربي الكامل" الذي يمكنه القيام بعمليتي التربية و التعليم معًاً - و ذلك يأتي باقتران أقواله بأفعاله , فإن حث على الصدق كان صادقًا , و إن رغب في الرحمة كان رحيمًا , و إن وجه إلى الإتقان كان متقنًاً و هكذا- فيساعد على تكوين الشخصية السوية المتكاملة لا المعلم الذي يقتصر دوره على تلقين الدروس و المعارف.
| |
|