أنس بن مالك
خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم
منذ أن شاع الخبر ان النبي صلي الله
عليه وسلم وصاحبه قد خرجا مهاجرين الي المدينة و المؤمنون من اهل المدينة
يخرجون الي اعالي المدينة لعلهم يتشرفون برؤية الحبيب صلي الله عليه وسلم
وهو قادم اليهم لينير و كان مع هذه الجموع و تلك الحشود صبي صغير دفع جسده
وسط هذه الامواج , ووقف ينتظر الحبيب علي شوق ,انه انس بن مالك الصبي
الصغير ,الذي لقنته امه الشهادة فامن بالله و هو بعد ابن عشر سنين ,فاحب
النبي صلي الله علي وسلم و لم يره بعد , و اشتاق لرؤيته , و سماع القران
منه , و الجلس بين يديه .
وطلع البدر علينا :
و في ذات يوم اشرق نور الحبيب علي
المدينة فاضاء منها كل شئ , و خرجت الرميصاء بنت ملحان ام انس مع والدها
لتلقا الحبيب صلي الله علي وسلم , وما ان رات النبي صلي الله عليه وسلم حتي
قالت : يا رسول الله , ما من احد من اهل المدينة الا و اتحفك بهدية , و
ليس عندي ما اهديه لك الا ولدي هذا انيس , فاجعله في خدمتك .
فقبل النبي صلي الله عليه وسلم منها هذا
, ومن هذه اللحظة سعد انس بصحبة النبي صلي الله عليه وسلم فما فارقه حتي
انتقل الي الرفيق الاعلي .
خير خلق الله محمد صلي الله عيه وسلم :
عشر سنين كاملة انس او انيس – كما كان
يدلله النبي صلي الله عليه وسلم – بخدمة النبي صلي الله عليه وسلم و صحبته
حتي امتلات روحه حكمة , و فاضة نفسه علما و نورا .
و في صحبة الحبيب :
و لم تخلوا هذه السنين من مواقف تعلم
منها انس الكثير من استاذ البشرية و معلم الدنيا , يقول انس عن هذه المواقف
: ارسلني النبي صلي الله عليه وسلم لحاجة له فخرجت , و قصدت صبيانا يلعبون
في السوق لالعب معهم , و لم اذهب لما امرني به , فلما صرت اليهم شعرت
بانسان يقف خلفي و ياخذ ثوبي ... فالتفت فاذا النبي صلي الله عليه وسلم يبتسم و يقول :
يا انيس اذهب الي ما امرتك ؟
فارتبكت و قلت :
ساذهب الان يا رسول الله .
وصايا الحبيب صلي الله عليه و سلم
من وصايه صلي الله عليه و سلم لانس :
" يا بني , ان قدرت ان تصبح و تمسي و
ليس في قلبك غش لاحد فافعل .. يا بني , ان ذلك من سنتي , و من احي سنتي فقد
احبني , و من احبني كان معي في الجنة .. يا بني , اذا دخلت علي اهلك فسلم
:يكن بركة عليك و علي اهل بيتك ".
يقول انس عن النبي صلي الله عيه وسلم :
خدمت رسول الله صلي الله عليه وسلم عشر سنين , فما قلت لشيئ فعلته : لم
فعلت هذا ؟ و لا لشئ تركته : لم تركت هذا؟
معلم الامة :
و لقد عمر انس بعد رسول الله , حتي بلغ
ما بعد الثمنين من العمر . قضاها كلها يعلم الامة ما تعلمه من النبي صلي
الله عليه و سلم طوال العشر سنوات التي صحب النبي صلي الله عليه و سلم فيها
, فكان جامعة كاملة تخرج منها كبار العلماء الذين نشروا الدين و حفظوه لنا
, حتي وصل الينا غضا طريا كما نزل به الروح الامين علي قلب سيد المرسلين
صلي الله عليه وسلم .
فهذا انس بن مالك ثالث اكثر رواة الحديث بعد ابي هريرة و عبد الله بن عمر .
و يوم ان حضرته الوفاه قال : غدا اقبل علي حبيبي فاقول له : يا رسول الله , هذا خويدمك انيس .
فجزاه الله عنا خيرا , و جزي امة الرميصاء عن الاسلام و المسلمين خير جزاء .( 2 )
عبد الله بن الزبير
الشهيد المصلوب
ما ان وصل النبى صلى الله عليه و
سلم الى المدينة حتى أطلق اليهود شائعة ملأت المدينة فقالوا : أن اليهود
قد سحروا المسلمين فلن يولد للمسلمين مولود ذكر بعد اليوم , و اتتظر الناس
ما تتجلى عنه الأيام القادمة حتى كان الثانى من شهر شعبان من العام الثانى
للهجرة حين جاء البشير أن أسماء بنت أبى بكر ذات النطاقين زوجة الزبير بن
العوام قد ولدت ولدا أسمياه عبد الله فكان يوم ميلاد هذا الشبل عيدا و فرحا
للمسلمين .
عاش عبد الله فى مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم و لربى فى حجره عليه
الصلاة و السلام لأن خالته عائشة أم المؤمنين لم يكن لها ولد فكانت تصحب
عبد الله معها فى بيتها فكانت تكنى بأم عبد الله .
أشبال الاسلام
و اختار النبى صلى الله عليه و سلم جوار ربه و عبد الله يعد غلام فى
الثامنة من عمره تقريبا و لأن الأسود لا تنجب الا أسودا فقد اصطحب الزبير
بن العوام "أحد العشرة الذين بشرهم النبى صلى الله عليه و سلم بالجنة " ولده
معه فى الحروب و المعارك ليتربى على الجهاد فشهد و هو فى الرابعة عشر من
عمره معركة اليرموك الشهيرة سنة " 15ه – 626 م " و اشترك مع أبيه فى فتح
مصر و أبلى بلاء حسنا و خاض عمليات فتح شمال أفريقيا تحت قيادة عبد الله بن
سعد فى عهد عثمان بن عفان و أبدى من المهارة و القدرة العسكرية ما كفل
للجيش النصر كما اشترك فى الجيوش الاسلامية التى فتحت اصطخر .
و لما حوصر الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه فى بيته سنة " 25ه – 655م "
كان عبد الله بن الزبير من أول المدافعين عنه , و اشترك فى الفتوحات و
الغزوات فى عهد معاوية بن أبى سفيان .
فغزا أفريقيا تحت قيادة معاوية بن حديج ( 45ه – 665 ) و شارك فى محاولة فتح
القسطنطنية ( 49ه – 669م ) مع الجيش الذى قاده يزيد بن معاوية .
عبد الله فى ميزان الفاروق :
وهكذا كبر هذا الشبل حتى صار أسدا جسورا يثب علة أعداء الله فيقتل منهم من
لم يفر و لقد رأى فيه الفاروق عمر بن الخطاب أمارات النجابة و الشجاعة و
تنبأ له بمسيتقبل بارع لما رأى من رباطة جأشه , و ثبات قلبه , و اعتداده
بنفسه , فقد مر عمر بعبد الله و هو يلعب مع رفاقه من الصبيان فأسرعوا
بلوذون بالفرار هيبة لعمر و اجلالا له , فى حين ثبت عبد الله بن الزبير و
لزم مكانه فقال له عمر : ما لك لم تفر معهم ؟ فقال عبد الله :
"لم أجرم فأخافك , و لم يكن الطريق ضيقا فأوسع لك "
الحرية هى الحياة:
و كما كان شجاعا مع الفاروق و هو بعد غلام صغير يلعب فى طرقات المدينة كان
شجاعا مع معاوية بن أبى سفيان يوم أن كان خليفة للمسلمين و أراد أنة يأخذ
البيعة من الناس لولده يزيد فوقف له عبد الله الصحابى بن الصحابى و معه
البقية الباقية من أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم و أولادهم , حتى أن كل
الأمصار بايعت ليزيد بن معاوية الا مكة و المدينة فقاد ابن الزبير حركة
المعارضة لهذه الخطوة التى تحول الخلافة من الشورى و الاتنخاب الى الملك و
التوريث و لم ينجح معاوية فى اقناع هؤلاء المعارضين من أبناء الصحابة فى
مبايعة يزيد فلجأ الى الشدة و العنف فى سبيل تحقيق ذلك .
و كان الحسين بن على على رأس المعارضين وولده فى أمر توريث الحكم مع عبد
الله بن الزبير ولما أستشهد الحسين بن على تحصن الزبير بن العوام بالبيت
الحرام و بايعه المسلمون خليفة لهم طائعين غير مكرهين الا أن بنى أمية
رفضوا هذه البيعة و حاصر الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفى البيت العتيق فضرب
الكعبة بالمنجنيق و استمر الحصار .
أسرة تعشق النضال :
فلما علم بن الزبير أنه لن ينتصر على هذا الطاغية هرع الى أمه أسماء بنت
أبى بكر ذات النطاقبن الفدائية التى واجهت من قبل فرعون هذه الآمة أبا جهل
يوم جاء الى بيت أبيها أبى بكر الصديق يوم الهجرة يسأل عنه و عن النبى صلى
الله عليه و سلم فما استطاع أبو قحافة والد أبى بكر أن يخرج اليه و خرجت هى
اليه فضرب وجهها ضربة شديدة أسقطت قرطها من أذنها فما تحركت و ما قالت أين
هم أو الى أين ذهبا . و هى أيضا من جرجت خلف المهاجرين بالزاد و الأنباء
فى أشجع مغامرة تقوم بها فتاة فى مثل سنها هرع اليها يسألها التصحية على ما
هو فيه من الحصار فسألته : ألست على الحق ؟ فقال : نعم .قالت : فما تخاف ؟
قال : أن يمثل بجسدى بعد قتلى . فردت : و هل يضر الشاة سلخها بعد أن ذبحت ,
ثم قالت قولتها المشهورة الخالدة : يا بنى امض على بركة الله فلضربة سيف
فى عز خير من ضربة سوط فى ذل .
و قتل عبد الله بن الزبير بسهم و هو يصلى داخل الحرم و صلب على أبواب الحرم
عدة أيام و كأنه قدر لأسماء بنت أبى بكر أن تواجه الطغاة فى كل حياتها
فذهبت الى السفاح الحجاج بن يوسف الثقفى الذى قتل ابنها و صلبه فقالت : ألم
يحن الوقت لهذا الفارس أن يترجل – أى ينزل من الصليب – و كان مما قالت :
يا حجاج سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ينهى عن المثلة و سمعته يقول :
" فى ثقيف رجلان كذاب و مبير " رواه الترمذى و مبير : أى مسرف فى اهلاك الناس ثم قالت للحجاج : أما الكذاب فقد رأيناه و أما المبير فأنت هو يا حجاج
و هكذا انتهت حياتة هذا الأسد الشجاع الذى عاش للحق منذ صباه الى أخر يوم فى حيات( 3 )
زيد بن أرقم
صاحب الحق
هذا شبل آخر من أشبال
الاسلام أنزل الله فيه قرآنا يتلى الى قيام الساعة كذبته الدنيا كلها فلم
يصدقه أحد فيما قال حتى نقم عليه أقرب الناس اليه .
قصة آية
فما قصة هذا القرآن الذى نزل فى هذا الصحابى ,
يقول زيد كنت مع عمى و ذلك فى غزوة أحد عندما خرج النبى صلى الله عليه و
سلم بالجيش الاسلامى لقتال المشركين من قريش و غيرها الذين جاءوا للهجوم
على المدينة , فلما دعا النبى صلى الله عليه و سلم أصحابه للخروج خرج معهم
المنافقون " و هم قوم من أهل المدينة أظهروا الاسلام و لكنهم فى الحقيقة
كانوا لا يزالون مشركين و لكنهم خافوا ان هم أظهروا الشرك أن يغلبهم
المسلمون و يعاودنهم فتظاهروا بالاسلام , و كان قائد المنافقين فى المدينة
عبد الله بن أبى بن سلول و الذى كان يكره النبى صلى الله عليه و سلم أنه
كان سيتوج ملكا على المدينة يوم أن قدم النبى صلى الله عليه و سلم , فلما
جاء النبى صلى الله عليه و سلم انصرف الناس عن عبد الله بن أبى بن سلول
فامتلأ قلبه بالحقد على النبى صلى الله عليه و سلم و لكنه أظهر الاسلام و
انتظر الفرصة التى يقضى بها على الاسلام و فى غروة (احد) خرج
و معه نحو ثلاثمائة من أهله و عشيرته مع جيش النبى صلى الله عليه و سلم ,
فلما كان فى بعض الطريق تشاجر غلام من المهاجرين مع عبد من عبيد قوم عبد
الله بن أبى بن سلول فقال : و الله ان مثلنا و مثل محمد و أصحابه كمثل
القائل : سمن كلبك يأكلك , يقصد أنه و قومه أحسنوا الى المهاجرين و أعطوهم ما يحتاجون اليه ثم ها هو واحد منهم يتشاجر مع أهل المدينة و هم أصحاب الأرض ثم قال لأصحابه : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا و لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ويقصد بالاذل النبى صلى الله عليه و سلم و المهاجرين 0
وبعد ذلك انفصل هذا المنافق بثلث الجيش الذى معه و قال : لا نعلم ان قتالا
سيحدث ؛ و اننا قد اعطينا محمدا العهد ان نحميه داخل المدينة؛ اما وقد خرج
فلا عهد له علينا فى ذلك
ثم عاد و معه النبى صلى الله عليه و سلم ثلث الجيش الى المدينة ؛ يقول زيد ابن ارقم : فسمعت
ما قاله هذا المنافق فى حق النبى صلى الله عليه و سلم و فى حق اصحابه ؛
فذكرت ذلك لعمى ؛ فذكره عمى لرسول الله صلى الله عليه و سلم فدعانى النبى
صلى الله عليه و سلم فحدثته ؛ فارسل رسول الله صلى الله عليه و سلم الى عبد
الله ابن سلول و اصحابه فحلفوا ما قالوا ؛ فكذبنى رسول الله صلى الله عليه
و سلم و صدقهم ؛ فاصابنى شى لم يصبنى قط مثله ؛ فجلست فى البيت ؛ فقال عمى
: ما اردت الى ان كذبك رسول الله صلى الله عليه و سلم و مقتك فانزل الله تعالى :
( اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله و الله يعلم انك لرسوله و الله يشهد ان المنافقون لكاذبون )
فبعث الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقراها على ؛ ثم قال :
( ان الله قد صدقك )
ولقد اذل الله هذا المنافق فوقف له ولده عبد الله – وكان مؤمنا حقا – ووضع
السيف فوق عنقه و قال : و الله لا تدخل المدينة حتى ياذن لك رسول الله صلى
الله عليه و سلم فتدخل ذليلا و النبى صلى الله عليه و سلم عزيز فلم يستطع
ان يدخل المدينة حتى اذن له النبى صلى الله عليه و سلم فدخلها ذليلا
الفقيه العالم
وقد كان زيد ابن ارقم من اكثر اصحاب
النبى صلى الله عليه و سلم فقها و حفظا لاحاديث النبى صلى الله عليه و سلم
فقد قدم زيد بن ارقم فقال له ابن عباس يستذكره : كيف اخبرتنى عن لحم اهدى
لرسول الله صلى الله عليه و سلم و هو حرام ؟ قال : نعم ؛ اهدى له رجل عضو
من لحم – اى عضو قطع من حيوان حى – فرده ؛ و قال :
( انا لا ناكله ؛ انه حرام )
وروى عنه انه شهد مع رسول الله
صلى الله عليه و سلم سبع عشرة غزوة ؛ و استصغر يوم احد فلم يشهدها ؛ ويقال :
ان اول مشاهده المريسيع وقد سكن الكوفة ؛ و ابتنى بها دارا فى كنده وتوفى
بالكوفة سنة ثمان و ستين وقيل : مات بعد قتل الحسين رضى الله عنه بقليل ؛
وشهد مع على صفين ؛ وهو معدود فى خاصة اصحابه ؛ وقد روى احاديث كثيرة عن
النبى صلى الله عليه و سلم
رد: شباب حول الرسول
في 08.10.10 16:22 من طرف شنيساوى2011
(4 )(4 )
عبد الله بن عمر
الرجل الصالح
ابن الفاروق
هذا شبل آخر فى عرين الاسلام , والده
أسد من أسود الدين الذين أعز الله بهم الاسلام , و فرق الله به بين الحق و
الباطل أبوه خليفة النبى صلى الله عليه و سلم على المؤمنين , و أخته احدى
أمهات المؤمنين و أحد احفاده هو الخليفة الخامس من الخلفاء الراشدين ؛ كان
عالما ورعا شديد الاتباع لهدى النبى صلى الله عليه و سلم حتى روى ان النبى
صلى الله عليه و سلم نزل تحت شجرة ؛ فكان يتعاهدها بالماء لئلا تيبس
ولقد روى البعض انه اسلم قبل ابيه
فلم يجرؤ ان يكلم اباه فى الاسلام ؛ فلما شرح الله صدر ابيه للاسلام جاء
يكلمه فى ان يسلم ؛ فقال له: والله يا ابتى انى على هذا الدين منذ اكثر من
عام فوكزه ابوه و قال له : فماذا لو مت انا على الشرك ؟ اكنت تفرح ان اباك
مات مشركا فخلد فى النار ؟ يقول هذا الصحابى : فما زال ابى يوبخنى و يلومنى
كلما ذكر ذلك
وكان رجلا صالحا؛ هكذا قال عنه النبى صلى الله عليه و
سلم فقد قال: رايت فى المنام كانما بيدى قطعة استبرق ولا اشير بها الى موضع
من الجنة الاطارت بى اليه فقصصتها على اختى ام المؤمنين حفصه – زوجة النبى
صلى الله عليه و سلم – فقصتها على النبى صلى الله عليه و سلم فقال لها : (
ان اخاك رجل صالح – او : ان عبد الله رجل صالح )
المهاجر الصغير
لا شك انك قد
عرفته انه عبد الله بن عمر بن الخطاب اخو السيدة حفصه ام المؤمنين وما ان
دعا الداعى الى الهجرة الى المدينة حتى سبق عبد الله الى الهجرة فسبق اباه
ووصل الى المدينة وهو بعد ابن الثانية عشرة او اقل قليلا خرج مهاجرا فارا
بدينه و دعوته : ليلحق بحبيبه صلى الله عليه و سلم فى مدينته
جهاد و علم :
وكما فر بدينه من المشركين فها هو يقف فى صفوف المجاهدين من المسلمين ليدافع عن الاسلام ؛ ويحمى الدين ؛
ففى يوم بدر فوجى الصحابة بهذا الشبل من اشبال الاسلام يقف فى صفوفهم
ليقاتل مع المسلمين و لكن يد النبى صلى الله عليه و سلم الحانيه ردته مع
الصغار من الغلمان وكذلك كان الحال يوم احد وكان اول مشاهده الخندق وشهد
غزوة مؤته مع جعفر بن ابى طالب رضى الله عنه ومات النبى صلى الله عليه و
سلم و هو راضى عنه و عندما ادرك ما عليه من امانة حمل هذا الدين للناس و
ابلاغه لهم فانطلق مع الاسود من جنود المسلمين يفتح البلاد و ينقذ العباد
من ظلم الكفر و ظلام الجهل فشهد اليرموك وفى ذلك له على اهل مصر يد فقد
اشترك مع الفاتح عمرو بن العاص فى فتح مصر و افريقيةو كما انطلق يجاهد و
يفتح البلاد فقد جعل على نفسه مسئولية تعليم المؤمنين فعاش ستين عاما يعلم
الناس فالتفت حوله الافئدة و امتلك العقول و قد ظهر ذلك من التفاف اهل
الشام حوله بعد قتل الامام على رضى الله عنه .
ثبات على الحق :
فترك الخلاف وماانحاز الى أى طائفة ضد الأخرى فقد كان
يرى أن حقن دماء المسلمين و الحفاظ على أرواحهم أهم من أى شيئ حتى عندما
قام له مروان بن الحكم ليبايع له بالخلافة و قال له : ان أهل الشام يريدونك
قال : فكيف أصنع بأهل العراق ؟ قال : تقاتلهم . قال : و الله لو أطعنى
الناس كلهم الا أهل فدك " قرية بالحجاز " فان قاتلتهم يقتل منهم رجل واحد
لم أفعل . فتركه و لقد عرف له الصحابه فضله حتى كان جابر بن عبد الله يقول :
ما منا الا من مالت به الدنيا و بها ما خلا عمر و أبنه عبد الله .
على نهج رسول الله :
و كان كثير الأتباع لأثار رسول
الله صلى الله عليه و سلم حتى انه كان ينزل منازله و يصلى فى كل مكان صلى
فيه . و كان بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر الحج و كان كثير
الصدقة و ربما تصدق فى المجلس الواحد بثلاثين ألفا و كان اذا أعجبه شيئ من
ماله تصدق به , فقد رأى يوما ناقة عظيمة له فأناخها مكانها , و أمر بها أن
تساق الى أبل الصدقة لله .
قال نافع : كان ابن عمر اذا
اشتد عجبه بشيئ من ماله قربه لربه , و كان رقيقه – أى عبيده – قد عرفوا ذلك
منه , فربما لزم أحدهم المسجد , فأذا رآه ابن عمر على تلك الحال الحسنة
أعتقه فيقول له أصحابه : يا أبا عبد الرحمن و الله ما بهم الا أن يخدعوك !
فيقول ابن عمر : من خدعنا بالله انخدعنا له .
من وصايا الحبيب :
و لقد حفظ و روى عن رسول الله
صلى الله عليه و سلم أحاديث كثيرة , منها أنه قال : أخذ رسول الله صلى الله
عليه و سلم يوما ببعض جسدى و قال :
" يا عبد الله :كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل و عد نفسك فى أهل القبور "
و من وصاياه لنا :
" البر شيئ هين , وجه طلق , و كلام لين "
توفى عبد الله بن عمر سنة ثلاث و
سبعين بعد قتل عبد الله بن الزبير بثلاثة أشهر و كان سبب قتله أن الحجاج
أمر رجلا فسم رأس رمح و غرسه فى الطريق ووضع الزج – أى الجديدة التى فى أسفل الرمح "
فى ظهر قدم ابن عمر فأصابه . و انما فعل الحجاج ذلك لأنه خطب يوما و أخر
الصلاة , فقال له ابن عمر : ان الشمس لا تنتظرك . فقال له الحجاج : فقد
هممت أن أضرب الذى فيه عيناك ! قال : ان تفعل فاتك سيف مصلت !
و لم يستطع الحجاج أن يقتله أمام الناس : لما يعلم من حب الناس له , و
تقديرهم له رضى الله عنه و جزاه عن الاسلام و المسلمين خير جزاء .
[b][i][u][center]