كشف الدكتور رضا مسعد رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم ملامح مشروع الثانوية العامة الجديد، مؤكدا أن الاجتماعات بين التربية والتعليم والتعليم العالى مستمرة بواقع اجتماع كل أسبوع.
وأوضح أن الوزارتين تعملان حاليا على بلورة مشروع طموح للثانوية العامة، واعتبر أن القانون الجديد سيحدث تغييرا جذريا فى منظومة التعليم قبل الجامعى والجامعى فى مصر.
وقال: إن أولياء الأمور سيشعرون بأثر هذا المشروع فى العام الدراسى 2015/2016 عندما يكون طالب الصف الأول الثانوى فى الصف الثالث من الثانوية العامة .
وأشار إلى أن مشروع الثانوية العامة الجديد سيقضى على فكرة الامتحان تماما، موضحا أن امتحانات الثانوية العامة فى المشروع الجديد ستصبح بلا قيمة، وستصبح مثلها مثل اختبارات الابتدائية والإعدادية، وسيصبح مجموع امتحانات الثانوية العامة بلا قيمة، مؤكدا أن دخول الجامعة لن يكون معتمدا على المجموع كما هو متبع حاليا.
لافتا إلى أن القضاء على فكرة المجموع فى الثانوية العامة سيقضى على فكرة كنترولات الثانوية العامة، وستصبح امتحانات الثانوية العامة تدار من خلال المديريات التعليمية بنفس الطريقة التى تدار بها اختبارات الابتدائية والإعدادية.
وأكد مسعد أن الثانوية العامة هى سبب كل المشاكل فى العملية التعليمية، مشيرا إلى أن الدروس الخصوصية بدأت فى الثانوية العامة ونزلت إلى المراحل الأقل، وكذلك الغياب ومشاكل ترك المدرسة بدأ فى الثانوية العامة ثم تسربت المشكلة إلى باقى المراحل .
وقال: إننا لو قضينا على "بعبع الثانوية العامة" فالتعليم فى مصر سيستريح، وسيصبح التعليم ليس من أجل المجموع ولكن من أجل اكتساب المهارة، ومن أجل القيم والسلوكيات، وسيصبح التعليم مريحا بالنسبة لهم، ولن يكون مرعبا كما هو الحال حاليا .
وفيما يتعلق بدخول الجامعة أشار مسعد إلى أن الطالب الذى يرغب فى استكمال دراسته الجامعية فله ما يريد، ولكن شريطة أن يجتاز اختبارا صغيرا للقدرات، موضحا أن هذا الاختبار سيكون عبارة عن اختبارات فى المهارات العامة .
وقال: لو أن طالبا يحب الأجهزة الكهربية ويداوم على فك وتركيب الأدوات الكهربية، ويعمل على فك وتصليح السيارة الخاصة بأبيه، أو ماشابه ذلك فمثل هذا الطالب يكون من الأفضل له أن يدخل كلية الهندسة، ولو أن طالبا يحب حفظ أصناف الأدوية، ويساعد قريبا له فى حقنة الضغط، ويجيد التغيير على الجروح فمثل هذا الطالب يصلح أن يدخل كلية الطب، ولكن سيتم إجراء اختبارات صغيرة له للتأكد من أنه يجيد تلك الأعمال، وأضاف لذلك على من يرغب الالتحاق بكلية الطب أن يكون ملما ببعض المهارات المطلوبة وأن تكون لديه خلفية ثقافية عن الطب، ويمتلك المعلومات الأولية من خلال قراءاته عن الطب وكذلك فى باقى التخصصات .
وأكد أن الهدف من ذلك هو تخريج جيل متعلم يمتلك مهارات تخصصه، مشيرا إلى وجود بعض الطلاب الذين التحقوا بكليات الطب بسبب المجموع إلا ان أحدهم لا يمكنه الإمساك بمشرط أو التعرض لجرح، وقال كذلك هناك طالب لم يتعرض لأى شىء هندسى فى حياته ومع ذلك يدخل كلية الهندسة وجميع هؤلاء يكون مصيره الرسوب فى الجامعة .
وأوضح أن تلك المهارات اللازمة هى مهارات حياتية يتعلمها الطالب أثناء حياته اليومية، دون الحاجة إلى دروس خصوصية، مشيرا إلى أن النظام الجديد سيقضى على التخصص داخل الثانوية العامة، وستصبح الثانوية العامة هى شهادة عادية جدا، الصف الأول فيها مثل الصف الثانى مثل الصف الثالث لافارق بينها .
وأكد أن هذا النظام سيريح التعليم المصرى من مشاكل الدروس الخصوصية والغياب، وسيريح الأسرة المصرية من أعباء الثانوية العامة ومشاكلها، وسيجعل الطلاب يفكرون بطريقة مختلفة، ومن يرغب فى النجاح فى شيء فعليه أن يمتلك مهاراته، وليس لديه درجاته.
واعتبر أن ذلك المدخل فى الدراسة الثانوية هو مدخل دولى، مشيرا إلى أن التعليم المصرى فى ذلك الجانب بعيد عن التعليم الدولى بحوالى 20 سنة، لأنه مازال يعتمد على نظام الدرجات .
وقال: إن الثانوية العامة بهذا الشكل ستصبح شهادة منتهية تؤهل لسوق العمل، مؤكدا أنه لا فارق بينها وبين الدبلوم المهنى، فنفس سن الحصول على الشهادتين واحد، وكذلك الطالب ذاته .
وأوضح أن النظام الجديد سيساوى بين طالب الثانوية العامة وطالب الدبلوم فى أن على كل من يرغب من الاثنين الالتحاق بالجامعة أن يجتاز اختبارات القدرات.